ماذا حدث؟
تتصاعد أزمات حكومة نتنياهو، لكن هذه المرة تأتي العاصفة من الدوحة. القضية التي باتت تُعرف إعلاميًا بـ”قطر غيت”، لا تتعلق فقط بالفساد والرشوة، بل تكشف خيوطًا معقدة من المصالح والضغوط التي تهدد معادلة الوساطة بالشرق الأوسط.
أصابع الاتهام نحو كبار مساعدي نتنياهو
في تطور غير مسبوق، وجهت المحكمة الإسرائيلية اتهامات إلى جوناثان أوريخ، أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي، وإيلي فيلدشتاين، المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع، بتلقي أموال مشبوهة للتلاعب بالرأي العام وتشويه دور مصر في الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس. التحقيقات تشير إلى أن الرجلين عملا بالتنسيق مع رجل الضغط الأمريكي جاي فوتليك، الذي يُعرف بصلاته الوثيقة بقطر، وذلك بهدف تلميع صورة الدوحة كوسيط رئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
تسريبات تكشف المستور
كشفت التحقيقات تسجيلات مسربة لرجل الأعمال الإسرائيلي جيل بيرجر يعترف بتحويل أموال من فوتليك إلى فيلدشتاين خلال عمله مع نتنياهو. ودفع ذلك المحكمة لتمديد احتجاز المشتبه بهما، رغم رفضها تمديد اعتقالهما لتسعة أيام، ما أثار جدلًا حول حساسية القضية وتأثيرها سياسيًا.
تراشق قانوني وتسريبات محرجة
القاضي مناحيم مزراحي، الذي ينظر في القضية، انتقد بشدة التسريبات الإعلامية التي صاحبت التحقيقات، معتبرًا أنها انتهكت أمر حظر النشر الذي فرضته المحكمة. لكن المفاجأة جاءت عندما طلب محامي أوريخ، أميت حداد، رفع أمر الحظر، مشددًا على أن الاتهامات الموجهة لموكله “سخيفة” وتستند إلى استنتاجات غير دقيقة.
الوساطة القطرية تحت المجهر
التحقيقات كشفت تورط شركة الضغط الأمريكية “الدائرة الثالثة”، المملوكة لفوتليك، في التواصل مع فيلدشتاين لتعزيز صورة قطر كوسيط في مفاوضات الأسرى وتقليل الدور المصري.
ماذا بعد؟
لم تنتظر الدوحة طويلًا للرد على هذه الاتهامات، حيث أصدرت وزارة الاتصالات القطرية بيانًا شديد اللهجة، نددت فيه بـ”التقارير الكاذبة” حول تدخلها في مفاوضات حماس-إسرائيل. البيان شدد على أن هذه الادعاءات لا تخدم سوى من يسعون إلى عرقلة جهود الوساطة، معتبرًا أنها جزء من حملة تضليل تهدف إلى تسييس الصراع. وأضاف البيان أن قطر “تشيد بالدور المصري” في الوساطة، مؤكدة استمرار تعاونها مع القاهرة من أجل إنهاء الحرب وتحقيق تسوية دائمة تقوم على أساس حل الدولتين. كما حذرت الدوحة من “إقحام جهودها الإنسانية في صراعات سياسية”، مطالبة بعدم الانجرار وراء ما وصفته بمحاولات التشويه المتعمدة.