قبل أن يغادر منصبه.. هل يجرّ “الغوريلا” واشنطن إلى مواجهة مع طهران؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

وسط أجواء إقليمية مشتعلة، ومع تصاعد طبول الحرب في الشرق الأوسط، يبرز اسم الجنرال الأميركي مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، كأحد المحرّكين الخفيين وراء توجهات البيت الأبيض نحو مواجهة محتملة مع إيران.

ويُعرف كوريلا في أوساط البنتاغون بلقب “الغوريلا”، لكن هذا الاسم لا يختصر سوى جانب بسيط من شخصيته المثيرة للجدل والتي تقف اليوم في قلب واحدة من أخطر لحظات التوتر في المنطقة.

جنرال الظل.. وذراع ترامب العسكرية

وفقًا لما نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية، فإن كوريلا يحظى بصلاحيات غير مسبوقة في تحديد حجم ونوع التدخل الأميركي في التصعيد الجاري بين إيران وإسرائيل.

وهذه الصلاحيات مُنحت له مباشرة من قبل وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، ما يفتح المجال أمامه لتحريك القطع العسكرية الأميركية في المنطقة دون الحاجة إلى إذن فوري من القيادة السياسية.

ولا يتوقف نفوذ كوريلا عند الجانب التنفيذي، إذ تشير تقارير صحفية، من بينها موقع “بوليتيكو” الأميركي، إلى أن الجنرال “الغوريلا” يتمتع بوصول مباشر إلى الرئيس ترامب، أكثر من أغلب قادة الجيش، ما يجعله عنصراً حاسماً في صياغة الموقف الأميركي تجاه طهران.

لماذا هذا مهم؟

تحظى تحركات كوريلا بثناء واسع من وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي وصفته مرارًا بأنه “الجنرال الأميركي الذي لا يمكن لإسرائيل أن تضرب إيران بدونه”.

فالرجل الذي زار إسرائيل عشرات المرات، يُعرف بميوله الحادة ضد إيران، وبدعمه الصريح لتل أبيب، حتى أصبح يُنظر إليه كـ”أقرب جنرال أميركي إلى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية”، بحسب ما نقلته “تلغراف”.

وتكشف “جيروزاليم بوست” أن تل أبيب تضع خطة زمنية دقيقة لتنفيذ أي ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية قبل موعد تقاعد كوريلا في يوليو المقبل، إدراكًا منها لدوره المفتاحي في التنسيق العسكري والسياسي مع واشنطن.

قناعات راسخة.. وسجل دموي

لم يأتِ نفوذ كوريلا من فراغ، فقد خدم في أخطر ميادين القتال من بنما إلى أفغانستان، ونال وسام النجمة البرونزية للشجاعة.

ويُعرف بعدائه الصريح لإيران، حيث أكد أمام الكونغرس في مارس أن طهران تستغل فرصة لإعادة تشكيل المنطقة، ولا بد من مواجهتها بتحالف قوي يضم واشنطن، إسرائيل، ودول الخليج.

خلف الكواليس.. من اليمن إلى إيران

في مارس الماضي، دعم كوريلا ضرب الحوثيين في اليمن، ما يعكس تأثيره الكبير على قرارات البنتاغون، وفق “نيويورك تايمز”.

كما وافق البنتاغون على معظم طلباته لتعزيز الدفاعات الجوية، وزيادة تسليح المنطقة، وتكثيف انتشار الحاملات والطائرات، بحسب “أكسيوس” و”بوليتيكو”.

ماذا بعد؟

في ظل هذه المعطيات، تبدو تهديدات ترامب لإيران أكثر جدية، خاصة مع وجود كوريلا قرب دائرة القرار.فهل يكون “الغوريلا” هو من يدفع واشنطن نحو الضربة؟ وهل تصمد طهران أمام تحالف يقوده جنرال بهذه الخبرة والنفوذ؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *