غزة في 2025.. تهدئات تكتيكية وحرب بلا أفق

غزة في 2025.. تهدئات تكتيكية وحرب بلا أفق

ماذا حدث؟

مثّل عام 2025 محطة حاسمة في حرب غزة، تقاطعت فيه تهدئات قصيرة مع تصعيد عسكري أعنف، ومفاوضات ناقصة مع عمليات واسعة وصفقات تبادل، بينما انهارت وقفـات النار وتحمّل المدنيون الفلسطينيون الكلفة الإنسانية الأعلى وسط تحركات سياسية وأمنية معقدة رسمت مسار العام.

بدايات العام.. آمال تفاوضية فوق أرض هشة

دخل عام 2025 وسط توقعات ضعيفة لتهدئة طويلة في غزة بعد أشهر من القتال، ورغم اتفاق أولي لوقف إطلاق النار، كشفت الخلافات السياسية داخل إسرائيل هشاشة التهدئة منذ البداية. مع تسارع التحركات الأمريكية والإسرائيلية، ظهرت بوادر عدم الاستقرار وبذور انهيار أي مسار تهدوي.

محطات تفاوضية: 15 يناير، الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بعد مفاوضات طويلة، و19 يناير بدء سريان الاتفاق لمدة 42 يومًا وإطلاق أول ثلاث رهائن إسرائيليات، بينما أعلن إيتمار بن غفير انسحاب حزبه اعتراضًا على الاتفاق.

تحركات أمريكية تعيد خلط الأوراق

21 يناير: ترامب يلغي عقوبات إدارة بايدن على مستوطنين في الضفة الغربية، و27 يناير سُمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة، بينما دخل قرار حظر أنشطة «الأونروا» في إسرائيل حيز التنفيذ في 30 يناير.

صفقات تبادل تحت سقف التوتر

في الأسابيع الأولى من الهدنة، شهد تبادل الأسرى الأوسع منذ سنوات، في محاولة تمهيدية للمرحلة الثانية من الاتفاق، لكنه جرى وسط توترات سياسية وأمنية متصاعدة، ما أبرز هشاشة التسوية. ومع نهاية فبراير، بدا أن التفاهمات تصطدم بواقع ميداني وسياسي معقد.

فتح معابر وإطلاقات متتالية: 1 فبراير إعادة فتح معبر رفح وإفراج 183 أسيرًا، و4 فبراير ترامب يلمّح لاحتمال سيطرة أمريكية على غزة، و8 فبراير حماس تطلق 3 رهائن مقابل 183 أسيرًا، و15 فبراير الإفراج عن 369 أسيرًا إضافيًا، و20 فبراير تسليم جثامين 4 رهائن، و26 و27 فبراير إطلاق 642 أسيرًا على دفعتين.

انهيار الهدنة والعودة إلى المربع الأول

مع بداية مارس، دخل الصراع أخطر مراحله بعد إطلاق إسرائيل عمليات عسكرية واسعة أنهت الهدنة، ما أغرق غزة في موجة جديدة من المعاناة الإنسانية وسط حصار أدى إلى وفيات بسبب الجوع ونقص الدواء، ليصبح هذا الجزء من العام الأكثر قسوة على المدنيين.

محطات بارزة: 18 مارس هجوم جوي واسع وإعلان نهاية الهدنة، و14 أبريل فشل محادثات القاهرة في التوصل لاتفاق جديد.

اجتياحات ومجاعات

17 مايو: إسرائيل تبدأ عملية «عربات جدعون»، و19 مايو صدرت أوامر إخلاء جديدة في خان يونس وبني سهيلة، بينما أدى الحصار الكامل إلى وفاة 326 شخصًا بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية في 20 مايو، و22 مايو استُهدف القيادي محمد السنوار.

تصعيد يتجاوز حدود القطاع

لم يقتصر التصعيد على غزة وحدها، بل امتد إقليميًا، ما زاد من تعقيد المشهد.

9 يونيو: اعتراض سفينة «مادلين».

13 يونيو: غارات جوية إسرائيلية على إيران.

26 يونيو: وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة.

اغتيالات وضغوط متزايدة

في النصف الثاني من العام، كثّفت إسرائيل عملياتها النوعية ضد قيادات «حماس»، مع تطويق شامل لمدينة غزة واستمرار الضربات خارج القطاع، ما زاد التوتر الإقليمي والدولي.

محطات بارزة: 30 أغسطس مقتل أبو عبيدة، 3 سبتمبر تطويق غزة تمهيدًا لاقتحامها، و6 سبتمبر إنشاء «منطقة إنسانية» في خان يونس.

عمليات خارجية وحراك دولي: 9 سبتمبر محاولة استهداف قادة حماس في الدوحة، و3 أكتوبر اعتراض 13 قاربًا من «أسطول الصمود العالمي» المتجه لغزة.

اتفاق مرحلي ودور أمريكي مباشر

في أكتوبر، أعلن ترامب توقيع المرحلة الأولى من خطة السلام بالتزامن مع اتفاق لوقف الحرب، تلاه بدء سريان وقف إطلاق النار مع تكليف واشنطن قوات لمراقبته، وإفراج حماس عن 7 رهائن ضمن الدفعة الأولى.

وفي نوفمبر، أنهت مؤسسة غزة الإنسانية عملياتها بعد جدل واسع، بينما أعلنت إسرائيل في ديسمبر مقتل ياسر أبو شباب، تزامنًا مع الإعلان عن لقاء جديد بين نتنياهو وترامب لإطلاق المرحلة الثانية من الخطة.

هاشتاق:
شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *