كتب – ياسين أبو العز
وسط صخب المشهد الليبي المضطرب وغيوم المصالحة المتعثرة، يعود سيف الإسلام القذافي إلى دائرة الضوء بتصريحات جريئة أثارت الجدل، بتعليقاته الساخرة من الحكومة الحالية وتحديه لمشروع المصالحة، فهل يحاول رسم ملامح جديدة للمشهد السياسي في ليبيا؟ ومؤخراً عاد سيف الإسلام معمر القذافي للظهور ووصف المجلس الرئاسي بعدم الجدية في معالجة قضايا النظام السابق في الأسبوع الماضي، ظهر سيف الإسلام القذافي بتصريحات ساخرة تجاه حكومة عبد الحميد الدبيبة، مما أثار تفاعلات واسعة في الأوساط الليبية. السخرية جاءت بعد انسحاب فريقه السياسي من مشروع المصالحة الوطنية، حيث وصف المجلس الرئاسي بعدم الجدية في معالجة قضايا النظام السابق، وبحسب تصريحات منسوبة لنجل الرئيس الليبي الراحل، والذي راج عبر صفحات مؤيدين للنظام السابق تحدث فيه هذا الأخير دون تسمية أحد، وقال: “نعلن للشعب الليبي بشرى سارة؛ النفايات الموجودة على السكة سيتم نقلها قريباً إلى مكب النفايات”.موقف القذافي لاقى تفاعلاً لدى عدد غير قليل من الليبيين، فهل حن الليبيون إلى نظام الرئيس القذافي؟ وهل يعكس ظهور نجل القذافي توتراً متزايداً في مسار المصالحة الوطنية؟، ويعيد إلى الواجهة تساؤلات حول مستقبل السلطة في ليبيا؟، خاصة مع بقاء سيف الإسلام شخصية بارزة رغم كونه مطلوباً دولياً بتهم جرائم حرب.
النشأة والتعليم
ولد في كنف السلطة وترعرع في كواليس الحكم قيل إنه سيكون وجه الإصلاح، لكنه حمل إرث والده في أحلك اللحظات من مهندس المصالحة إلى رجل في مرمى العدالة الدولية… فمن هو سيف الإسلام القذافي؟ وما الذي يحمله لمستقبل ليبيا؟رحلة من الأمل إلى الجدل، قصة رجل يقف على حافة التاريخ الليبي… هذا هو سيف الإسلام، بين الماضي المثير والمستقبل الغامض.في الخامس والعشرين من يونيو عام 1972، وُلد سيف الإسلام معمر القذافي في طرابلس، ابن الزعيم الليبي الذي حكم البلاد لعقود. حصل على شهادات عليا من جامعات عالمية مثل كلية لندن للاقتصاد، ما أضاف إلى صورته كرجل يحمل أفكارًا إصلاحية.
الدور السياسي
مع بزوغ الألفية الجديدة، ظهر سيف الإسلام كوجه للإصلاح داخل نظام والده، حيث دعا إلى الحداثة والانفتاح الاقتصادي، إلا أن أحلام التغيير سرعان ما تبددت مع اندلاع الثورة الليبية في 2011.
دوره خلال الثورة الليبية 2011
عندما اشتعلت الثورة، وقف سيف الإسلام في صف والده، وظهر محذرًا من الفوضى في خطابات حازمة،ما أدى إلى تغيير جذري في صورته كإصلاحي، وأصبح جزءًا من النظام المتهم بقمع الثورة.
الاعتقال والملاحقة القانونية
في نوفمبر 2011، اعتُقل سيف الإسلام، وأُحيل إلى المحاكم بتهم جرائم ضد الإنسانية، ورغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه، أُفرج عنه عام 2017، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته”.
العودة إلى الساحة السياسية
عاد سيف الإسلام إلى الساحة السياسية بإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2021، محاولًا استعادة إرث والده واستمالة بعض القبائل الليبية، ليصبح مستقبل ليبيا أكثر غموضًا، ومنذ ذلك الحين وهو يحرص على الظهور بين الحين والآخر.بين إرث النظام السابق وطموح المستقبل، يقف سيف الإسلام القذافي في مفترق طرق ليبيا. هل هو رجل المرحلة المقبلة أم ظل الماضي الثقيل؟ الزمن وحده سيكشف الإجابة.