ماذا حدث؟
في ضربة دبلوماسية واقتصادية موجعة لإسرائيل، أعلنت بريطانيا رسميًا تعليق مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع تل أبيب، بالتزامن مع فرض عقوبات على عدد من المستوطنين المتورطين في انتهاكات بالضفة الغربية، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية بلندن لجلسة توبيخ غير مسبوقة.
التحرك البريطاني جاء بعد تحذيرات علنية من ثلاث قوى غربية كبرى، بريطانيا، فرنسا، وكندا، هددت بفرض عقوبات على إسرائيل إذا واصلت حربها على قطاع غزة، والتي دخلت يومها الـ 592 وسط انتقادات دولية متصاعدة.
تدهور غير مسبوق في مكانة إسرائيل الدولية
صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية وصفت ما يجري بأنه “الانحدار الأكبر في مكانة إسرائيل على المسرح الدولي”، مؤكدة أن الدولة العبرية أصبحت معزولة سياسيًا أكثر من أي وقت مضى.
وفي هذا السياق، عبّرت مصادر في البيت الأبيض عن “إحباط متزايد” من تعنّت الحكومة الإسرائيلية، معتبرة أن تل أبيب هي الجهة الوحيدة التي تعيق الوصول إلى تسوية شاملة للصراع في غزة.
نتنياهو يرد بسحب الوفد من مفاوضات الدوحة
وفي خطوة فسّرها كثيرون على أنها تجاهل إضافي للمطالب الدولية، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة كبار أعضاء وفد بلاده من مفاوضات التهدئة في الدوحة، والإبقاء فقط على طواقم فنية محدودة، في إصرار واضح على استمرار التصعيد العسكري.
خسارة تجارية فادحة لإسرائيل
وتعد بريطانيا من أكبر الشركاء التجاريين لإسرائيل، إذ يقدّر حجم التبادل بين البلدين بحوالي 9 مليارات جنيه إسترليني، ما يضعها في المرتبة الرابعة ضمن قائمة الشركاء التجاريين لتل أبيب.
الاتفاق الذي تم تجميده كان يستهدف تطوير العلاقات الاقتصادية، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، ويشمل مجالات جديدة مثل التجارة الإلكترونية والاستثمارات الرقمية، وكان من شأنه تحديث الاتفاق القائم منذ ما قبل “بريكست”.
وتحذّر تقارير إسرائيلية من أن إلغاء الاتفاق قد يؤدي إلى خسائر تقدر بعشرات المليارات، ما يمثل ضربة قوية لاقتصاد يعتمد بنسبة تتجاوز 70% من صادراته على التكنولوجيا الفائقة.
أوروبا تعيد النظر في شراكتها مع إسرائيل
الاتحاد الأوروبي بدوره دخل على خط التصعيد، حيث أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية، كايا كالاس، أن بروكسل ستعيد تقييم اتفاق الشراكة مع إسرائيل بسبب “الوضع الكارثي في غزة”.
ويُنظر إلى هذا التهديد، رغم أنه لا يزال ضمن إطار التحذير، على أنه تصعيد غير مسبوق قد يفتح الباب أمام إجراءات أشد قسوة مستقبلاً.
الاعتراف بدولة فلسطين يدخل الطاولة
وفي تطور سياسي لافت، أعلن رئيس وزراء فرنسا، فرانسوا بايرو، أن باريس ولندن وأوتاوا قررت التنسيق للاعتراف المشترك بدولة فلسطينية، ردًا على ما وصفوه بـ”الانتهاكات الجارية في غزة ورفض إسرائيل الامتثال للنداءات الدولية”.
ماذا بعد؟
اختتم تقرير “يديعوت أحرونوت” بالتأكيد على أن إسرائيل باتت في عزلة دولية شبه تامة، مع تحوّلها تدريجيًا إلى دولة منبوذة حتى لدى حلفائها التقليديين.