ماذا حدث؟
في 9 سبتمبر 2025، نفذت إسرائيل غارة جوية غير مسبوقة على مبنى في العاصمة القطرية الدوحة، استهدفت قيادات من حركة حماس خلال اجتماعهم لمناقشة مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة.
الغارة، التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم “عملية قمة النار”، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، بينهم نجل خليل الحية، القيادي في حماس، وأحد أفراد الأمن القطري، لكنها فشلت في اغتيال القادة المستهدفين، بحسب تأكيدات حماس.
استخدمت إسرائيل طائرات مقاتلة، ربما من طراز F-35، وأطلقت حوالي عشرة صواريخ دقيقة من مسافة بعيدة مما يشير إلى قدرات عسكرية متقدمة.
تأتي هذه العملية بعد تقارير عن خطة إسرائيلية لتوسيع نطاق عملياتها الجوية إلى “الدائرة الثالثة”، وهي مناطق بعيدة تشمل إيران واليمن وأجزاء من القرن الأفريقي، مع تخصيص ميزانيات لتعزيز قدرات التزود بالوقود جوًا وبرامج سرية للحفاظ على التفوق العسكري.
لماذا هذا مهم؟
تمثل الغارة على الدوحة تصعيدًا غير مسبوق في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، حيث نقلت المواجهة إلى قلب دولة خليجية حليفة للولايات المتحدة ووسيطة رئيسية في مفاوضات السلام.
هذا التطور يعكس توسعًا جغرافيًا للعقيدة العسكرية الإسرائيلية، التي تسعى لضرب خصومها في أي مكان، بما يشمل دولًا كانت خارج دائرة الصراع.
الغارة أثارت غضبًا قطريًا وتنديدًا عربيًا واسعًا، مما يهدد بتقويض اتفاقيات أبراهام وجهود التطبيع مع إسرائيل، خاصة مع اقتراب الذكرى الخامسة لتوقيعها.
كما وضعت الولايات المتحدة في موقف حرج، حيث يبدو أن إسرائيل نفذت العملية دون تنسيق مسبق، رغم تأكيدات مسؤول إسرائيلي بموافقة أمريكية.
هذا يثير تساؤلات حول مصداقية التحالفات الأمريكية في الخليج، لا سيما مع قطر التي تستضيف قاعدة العديد العسكرية.
كما أن توقيت الغارة، الذي تزامن مع مفاوضات حساسة، قد يعرقل جهود وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى.
ماذا بعد؟
ستترك الغارة تداعيات عميقة على المنطقة.
أولًا، قد تدفع قطر لإعادة تقييم دورها كوسيط، مما يعقد مفاوضات غزة ويطيل أمد الصراع.
ثانيًا، قد تزيد الغارة من توتر العلاقات الخليجية-الإسرائيلية، مما يعيق توسيع اتفاقيات أبراهام، خاصة مع السعودية.
ثالثًا، قد تستغل إسرائيل قدراتها العسكرية المتقدمة لشن ضربات مماثلة في دول أخرى ضمن “الدائرة الثالثة”، مما يوسع نطاق الصراع.
أخيرًا، تواجه الولايات المتحدة تحديًا في استعادة ثقة حلفائها الخليجيين، مع تزايد المخاوف من أن تسمح واشنطن لإسرائيل بتجاوز الخطوط الحمراء.
كما يرى المحلل آرون ديفيد ميلر، قد تمتص المنطقة هذه الصدمة دون انهيار التحالفات، لكن التغيرات في ديناميكيات القوة قد تدفع دولًا أخرى إلى إعادة تقييم مواقفها، مما يفتح الباب أمام تصعيد أو تحولات جيوسياسية غير متوقعة.