ضربات محدودة الأثر.. هل فشلت واشنطن في شل برنامج إيران النووي؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

رغم الضجة المصاحبة للهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، كشف تقييم استخباري أولي سري عن شكوك واسعة بجدواها، مؤكدًا أن تأثيرها كان محدودًا، ولم تدمر البرنامج النووي بالكامل كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكشفت وسائل إعلام أميركية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الضربات الأميركية يوم الأحد لم تدمر أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم المخصب، واقتصرت على إغلاق بعض مداخل المنشآت دون إلحاق دمار بالمباني المحصنة تحت الأرض.

البيت الأبيض يرد: “التسريب مضلل”

هاجمت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت التقييم الاستخباري، واعتبرته “خاطئًا تمامًا” وسريًا تم تسريبه للنيل من ترمب وتشويه صورة الطيارين.

وقالت عبر “إكس” إن إلقاء 14 قنبلة زنة 30 ألف رطل بدقة يعني تدميرًا كاملًا بلا شك.

القصف الأميركي: عمليات دقيقة بأسلحة خارقة

شملت الهجمات الأميركية قصفًا من قاذفتين “بي-52” بقنابل GBU-57 الخارقة، استهدفتا موقعين نوويين، بينما قصفت غواصة موقعًا ثالثًا بصواريخ “توماهوك”.

واعتبر ترامب العملية “نجاحًا عسكريًا باهرًا”، مؤكدًا تدمير ثلاث منشآت نووية، في حين قال وزير الدفاع إن البرنامج النووي الإيراني دُمّر بالكامل.

موقف أكثر تحفظًا من البنتاغون

قدّم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين تقييمًا أكثر تحفظًا، مؤكدًا أن المواقع تعرضت لأضرار شديدة دون تأكيد تدميرها كليًا.

وفي المقابل، أعلنت إيران أنها اتخذت التدابير اللازمة لضمان استمرار البرنامج النووي، وأكد محمد إسلامي أن خطط إعادة تشغيل المنشآت كانت معدة مسبقًا لضمان استمرارية الإنتاج.

اللعبة لم تنتهِ بعد

وبدوره، قال مستشار للمرشد الأعلى علي خامنئي إن إيران لا تزال تحتفظ بمخزون اليورانيوم المخصب رغم القصف الأميركي، مؤكدًا أن “اللعبة لم تنتهِ” وأن المشروع النووي مستمر.

مصادر استخبارية: التأثير مؤقت

أفادت “رويترز” نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة بأن التقييم الاستخباري الأولي رجّح أن الضربات الأميركية أخّرت البرنامج النووي الإيراني لأشهر فقط.

وأوضح مصدران أن التقرير أعدته وكالة استخبارات الدفاع، وسط تحفظات وخلافات داخلية حول حجم التأثير.

وذكر مسؤول أميركي أن التقييم يتضمن احتمالات متعددة وقد يتغير مع صدور تقارير لاحقة، مشيرًا إلى أن الصور الفضائية قد لا تكشف بدقة الأضرار، خاصة في منشأة “فوردو” تحت الأرض.

لماذا هذا مهم؟

أكد مسؤول أميركي أن حجم الضرر لم يُحسم بعد، فيما أظهرت التقييمات الأولية أن الهجمات قد لا تكون بالنجاح الذي تروج له إدارة ترامب.

وأوضح مصدر أن مخزون اليورانيوم لم يُدمر، وأن البرنامج تأخر شهرًا أو شهرين فقط.

وبينما نفت وزارة الدفاع أن الضرر كان طفيفًا، لم تنكر وجود تقييم يشير إلى نتائج محدودة، وسط تباين واضح في آراء وكالات الاستخبارات.

ماذا بعد؟

رغم كل هذا الزخم العسكري، فإن علامات الاستفهام لا تزال قائمة حول مدى فاعلية هذه الهجمات، وحجم الضرر الحقيقي الذي لحق بمفاصل البرنامج النووي الإيراني.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *