ماذا حدث؟
في عملية عسكرية غير مسبوقة، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي فجر الجمعة سلسلة من الضربات الجوية الواسعة على منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، طالت أهدافًا شديدة الحساسية، وأدت إلى مقتل عدد كبير من كبار المسؤولين والعلماء النوويين، في تصعيد يُعد الأخطر منذ سنوات.
قادة كبار على قائمة الضحايا
أسفرت الغارات عن مقتل شخصيات بارزة في الهيكل العسكري والأمني الإيراني، على رأسهم قائد أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، بالإضافة إلى القيادي البارز في الحرس الثوري غلام علي رشيد، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.
ويمثل مقتل هؤلاء القادة ضربة قاصمة للمؤسسة العسكرية الإيرانية، التي تواجه الآن فراغًا قياديًا في وقت شديد الحساسية من التصعيد الإقليمي.
العلماء النوويون.. الهدف الأعمق
الهجوم لم يقتصر على القيادات العسكرية فقط، بل استهدف أيضًا العقول التي تقف خلف برنامج إيران النووي.
وأكدت وكالة “تسنيم” الإيرانية مقتل ستة علماء نوويين على الأقل، بينهم، عبد الحميد مينوشهر، أحمد رضا ذو الفقاري، أمير حسين فقهي، مطلبي زاده.
كما استهدف الهجوم أيضًا، محمد مهدي طهرانجي الذي شغل سابقًا منصب رئيس جامعة آزاد الإسلامية في طهران، وفريدون عباسي الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، والناجي من محاولة اغتيال في 2010.
ويُعد عباسي من أبرز الشخصيات في المشروع النووي الإيراني، وتعرّض سابقًا لمحاولة اغتيال فاشلة باستخدام قنبلة لُصقت بسيارته، وهي عملية اتهمت طهران حينها إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف خلفها.
رد طهران.. تهديدات تتصاعد
وفي أول تعليق رسمي، توعّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إسرائيل بـ”مصير مرير ومؤلم”، في لهجة تحمل مؤشرات قوية على نوايا انتقامية.
لماذا هذا مهم؟
ويأتي هذا التهديد في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترًا متصاعدًا، ما يفتح الباب أمام احتمالات الرد العسكري أو التصعيد عبر وكلاء إيران في المنطقة.
ماذا بعد؟
الضربة التي استهدفت منشأة نطنز النووية ومراكز قيادية أخرى تمثل نقطة تحوّل حادة في المواجهة بين تل أبيب وطهران، وسط تساؤلات متزايدة حول حجم الرد الإيراني المحتمل، وتداعياته على أمن المنطقة بأكملها.