صراع في قلب الدفاع الأميركي.. ماذا يحدث داخل البنتاغون؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

يبدو أن العاصفة التي تضرب وزارة الدفاع الأميركية لا تزال في أوجها، إذ شهد البنتاغون استقالة جديدة تطال الدائرة المقربة من وزير الدفاع بيت هيغسيث، وسط فضيحة تسريبات تهز أركان المؤسسة العسكرية.

فقد أعلن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع، الخميس، مغادرة جو كاسبر، كبير مساعدي وزير الدفاع، منصبه، في خطوة أثارت العديد من التساؤلات بشأن توقيتها وخلفياتها.

المسؤول اكتفى بالقول إن كاسبر “سيواصل خدمة الرئيس دونالد ترامب كموظف حكومي خاص وسيتولى مشاريع خاصة في البنتاغون”، مشيرًا إلى أن الوزير هيغسيث يثمن مساهماته المتواصلة في دعم أجندة “أميركا أولاً”.

لكن هذه التصريحات الدبلوماسية لا تخفي أن كاسبر يغادر منصبه وسط موجة من الاضطرابات الداخلية، أبرزها تصاعد التحقيقات بشأن تسريبات معلومات سرّية، والصراعات الحادة التي اندلعت مؤخراً داخل البنتاغون، وأطاحت بالفعل بثلاثة من كبار المسؤولين خلال الأسبوع الماضي فقط.

صدامات وتحقيقات غامضة

اللافت أن استقالة كاسبر جاءت في أعقاب تقارير تحدثت عن خلافات حادة بينه وبين مسؤولين آخرين داخل الوزارة، على خلفية تلك التسريبات.

المستشارون السابقون دارين سيلنيك، دان كالدويل، وكولين كارول، الذين أقيلوا خلال أيام قليلة، اتهموا جهات في البنتاغون بتشويه سمعتهم دون وجه حق. وفي بيان مشترك عبر وسائل التواصل، قالوا: “لم يُخبرنا أحد حتى الآن بسبب التحقيق، أو إن كان التحقيق لا يزال قائماً، أو إن كان يتعلق بتسريبات بالفعل”.

هيغسيث تحت النار

الأزمة في البنتاغون تجاوزت المستشارين لتطال الوزير هيغسيث نفسه، حيث وصف الناطق السابق باسمه، جون أوليوت، الوضع بالفوضوي، مشيراً إلى أن بقاءه في منصبه غير مضمون في ظل نهج ترامب المتقلب.

وتعمّقت الأزمة بعد فضيحة استخدام هيغسيث تطبيق “سيغنال” لمناقشة ضربات على اليمن مع مقربين، وتسريب سابق لمحادثة حساسة ضمّت صحفياً عن طريق الخطأ.

ترامب يدافع.. لكن إلى متى؟

رغم كل ما سبق، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب للدفاع عن وزير دفاعه، معتبراً أنه “يقوم بعمل عظيم”، ومتهماً وسائل الإعلام بنشر “أخبار كاذبة” لتقويض الثقة في إدارته.

لكن مراقبين يرون أن مجرد اضطرار ترامب إلى هذا الدفاع العلني، يعكس حجم الضغط المتصاعد داخل أروقة السلطة.

ماذا بعد؟

الاستقالات المتلاحقة، والاتهامات المتبادلة، والتسريبات المتكررة، كلها تعكس أزمة ثقة غير مسبوقة داخل البنتاغون، وسط تساؤلات كبيرة حول مصير وزير الدفاع، وحجم الضرر الذي أصاب مؤسسة يُفترض أنها من الأكثر انضباطًا وسرية في البلاد.

فهل نحن أمام إعادة تشكيل جذرية في القيادة العسكرية؟ أم أن هذه العواصف ستمر كما غيرها في عهد ترامب؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *