“صدق أو لا تصدق” النصر وسط الركام.. غزة تحتفل والهزيمة في ثوب جديد

كتب – ياسين أبو العز

“صدق أو لا تصدق” النصر وسط الركام..

 غزة تحتفل والهزيمة في ثوب جديد

تحت شعار صدق أو لا تصدق، ومن قلب الدمار والأنقاض، خرجت حركة حماس لتعلن انتصارها على إسرائيل، وسط مشاهد تبدو وكأنها جزء من مسرحية ساخرة.

ماذا حدث ؟ 

شوارع غزة التي دُمرت بشكل شبه كامل امتلأت بأهازيج الفرح، وكأن القصف المستمر، والآلاف من الشهداء، والعائلات المشردة، مجرد تفاصيل صغيرة في “النصر العظيم” الذي أعلنت عنه الحركة. أليس هذا مشهدًا عبثيًا بامتياز؟ كيف يمكن لجماعة فقدت قياداتها، وشُرد شعبها، ودُمرت بنيتها التحتية أن تعلن الانتصار؟

لماذا هذا مهم ؟ 

إسرائيل التي نفذت مئات الغارات الجوية، دمرت رفح وغزة بالكامل، قتلت قادة الصف الأول والثاني والثالث لحماس، وأسقطت عشرات الأنفاق الاستراتيجية التي كانت تُعتبر شريان حياة المقاومة، لم تعلن حتى الآن أي انتصار. بل على العكس، رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو يواجه المساءلة أمام القضاء الإسرائيلي بسبب الحرب! 

فهل يمكن أن تكون إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تغيّر وجه الشرق الأوسط بالكامل دون أن تطلق بيانًا بسيطًا يقول “لقد فزنا”؟

الخراب في غزة وحماس تحتفل.. هل هذه “الإنجازات”؟

أليس هذا هو الواقع الحقيقي؟ أم أن رفع الأعلام والزغاريد يمكنه أن يغطّي على كل هذا؟والأغرب من ذلك، أن كثير من مرتادي مواقع التواصل عربياً، لم يتأخروا في الانضمام إلى هذا الاحتفال، فيما أمتلأت وسائل الإعلام العربية بأخبار “الانتصار”، وكأن تغيّر شكل غزة بالكامل وتحويلها إلى مدينة أشباح هو “إنجاز” يستحق الفخر. 

ليفتح الباب أمام تساؤلاً كيف يُحتفل بالانتصار في الوقت الذي يعاني فيه نصف سكان القطاع من الفقر المدقع؟ كيف تتحول الهزيمة إلى إنجاز، بينما الطرف الآخر، الذي ألحق كل هذا الخراب، يلتزم الصمت التام؟

ماذا بعد ؟ 

إسرائيل لم تكتفِ بتدمير غزة فقط، بل أضعفت النفوذ الإيراني في المنطقة بأكملها، سوريا، جنوب لبنان، وحتى العراق تأثرت بهذه الحرب الطويلة والممتدة. قوات حزب الله تعرضت لضربات موجعة، وإيران طُردت بشكل شبه كامل من المشهد. كل ذلك ولم تُطلق تل أبيب حتى مفرقعة واحدة للاحتفال.

في نهاية هذا المشهد العبثي، يبقى السؤال الأهم، هل أصبح النصر مجرد فكرة نفسية؟ هل يكفي أن تبقى على قيد الحياة لتُعلن أنك انتصرت؟ أم أن الاحتفال هنا محاولة للتغطية على واقع لا يمكن الهروب منه؟ صدق أو لا تصدق، في الشرق الأوسط، قد تكون الهزيمة هي النصر الجديد.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *