شروط قاسية.. ماذا يتطلب من روسيا للعودة لمجموعة الثمانية؟

#image_title

ماذا حدث؟

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 13 فبراير عن رغبته في إعادة روسيا إلى مجموعة الدول الصناعية السبع (G7)، مؤكدًا أن استبعادها كان “خطأً”.

جاء هذا التصريح رغم استمرار التوترات بين موسكو والغرب منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وهو الحدث الذي أدى إلى طردها من المجموعة التي كانت تُعرف سابقًا بـ G8.

ورغم أن الكرملين لم يُبدِ حماسة تجاه هذه الدعوة، واعتبر المتحدث باسمه دميتري بيسكوف أن مجموعة السبع “فقدت الكثير من أهميتها”، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يرفض الفكرة بشكل قاطع.

هذه الإشارة تحمل في طياتها احتمال سعي موسكو للعودة إلى المجموعة، لما قد يمنحه ذلك من اعتراف دبلوماسي، وكسر العزلة السياسية المفروضة عليها، فضلًا عن فتح نافذة جديدة للتأثير على المواقف الغربية من الداخل.

لماذا هذا مهم؟

يُنظر إلى احتمال إعادة روسيا للمجموعة باعتباره نقطة تحول في العلاقات الدولية، ولكنه في الوقت ذاته يثير تحديات كبرى، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية.

فمنذ طرد موسكو من المجموعة، ظلت العلاقات بين روسيا والغرب تتسم بالتوتر الشديد، وتفاقمت مع استمرار النزاع في أوكرانيا وإصرار موسكو على الاحتفاظ بالمناطق التي ضمتها، وهو ما أكده بوتين مؤخرًا عندما شدد على أن أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن اعترافًا بسيطرة روسيا على تلك الأراضي.

عودة روسيا دون تحقيق تسوية عادلة ترضي كييف وحلفاءها، قد يُنظر إليها على أنها تنازل كبير للكرملين، مما يعزز نفوذه ويفاقم الانقسامات داخل المعسكر الغربي.

لذا، فإن قبول موسكو مجددًا في المجموعة يتطلب شروطًا صارمة، أبرزها إنهاء الحرب في أوكرانيا بشروط مقبولة للغرب، والالتزام بترتيبات أمنية قوية تضمن استقرار المنطقة.

ماذا بعد؟

إمكانية عودة روسيا إلى G7 تظل مشروطة بمدى استعدادها لتقديم تنازلات جوهرية.

الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يعي تمامًا أن أي خطوة نحو إعادة موسكو دون التزام واضح بشروط السلام، قد تؤدي إلى تآكل الثقة في التحالف الغربي، وتفسح المجال لمزيد من التدخلات الروسية في الشؤون الدولية.

لذا، فإن أي قمة محتملة بين ترامب وبوتين ستحتاج إلى تحضير دقيق يضمن تحقيق نتائج ملموسة، وإلا فإن إعادة روسيا قد تكون مجرد خطوة رمزية تُضعف وحدة الغرب بدلًا من تعزيزها.

في المقابل، إذا فشل ترامب في تحقيق هذه الشروط، فإن استغلال G7 كمنصة لتعزيز وحدة الحلفاء الغربيين ضد التهديدات الروسية قد يكون الخيار الأكثر حكمة في الوقت الراهن.

في النهاية، تبقى الكرة في ملعب موسكو، فإما أن تختار طريق التفاوض والتسويات الصعبة، أو تستمر في المواجهة، مع ما يترتب على ذلك من عزلة دولية متزايدة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *