شحنة مثيرة للجدل.. هل تعيد إيران بناء ترسانتها الصاروخية بمساعدة الصين؟

#image_title

ماذا حدث؟

وصلت ناقلة الشحن “غلبون” من تايكانغ الصينية إلى بندر عباس الإيراني، حاملةً أكثر من 1000 طن من بيركلورات الصوديوم، وفقًا لـ “CNN”.وتُستخدم المادة في إنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية متوسطة المدى.استغرقت الرحلة 3 أسابيع، وأثارت قلق الاستخبارات الغربية، التي تعتبرها محاولة إيرانية لإعادة بناء ترسانتها الصاروخية بعد الضربات الإسرائيلية العام الماضي.

كيف تؤثر هذه الشحنة على القدرات الصاروخية الإيرانية؟

بحسب منظمة الدفاع عن الديمقراطيات، يمكن تحويل بيركلورات الصوديوم المستوردة إلى 960 طنًا من بيركلورات الأمونيوم، المكوّن الأساسي لوقود الصواريخ الصلب، الذي يشكل 70% من مكونات الدفع للصواريخ الباليستية.وبذلك، تستطيع إيران إنتاج:260 صاروخًا من طراز “خيبر شكن”.200 صاروخ باليستي من طراز “حاج قاسم”.

لماذا هذا مهم؟

في 26 أكتوبر 2024، استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية نحو 20 موقعًا عسكريًا في إيران، شملت قاعدة بارشين، مركز شاهرود للصواريخ، منشآت تصنيع الوقود الصلب والطائرات المسيرة، وشبكة الدفاع الجوي.ووفقًا لمعهد دراسة الحرب، سعت إسرائيل إلى تعطيل إنتاج الوقود الصلب لعامٍ على الأقل، لكن وصول شحنة بيركلورات الصوديوم يُشير إلى أن إيران استعادت قدراتها أسرع من المتوقع أو لم تتوقف عن الإنتاج.

من يقف وراء الشحنة؟

تم طلب الشحنة من قبل منظمة “الجهاد الاكتفائي الذاتي” (SSJO)، المسؤولة عن تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية، ونقلتها السفينة “غلبون” المملوكة لشركة الخطوط البحرية الإيرانية (IRISL)، المدرجة على قوائم العقوبات الأميركية والبريطانية.ووفقًا لموقع “فويس أوف أميركا”، فإن بيركلورات الأمونيوم تخضع للقيود بموجب نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ (MTCR)، لكن إيران والصين ليستا ضمن أعضائه، مما يجعل تصديرها خارج نطاق القوانين الدولية للصادرات العسكرية.ومن جهتها، نفت وزارة الخارجية الصينية علمها بالصفقة، مؤكدةً أن المادة غير خاضعة للرقابة، وبالتالي فإن تصديرها يُعد تجارة مشروعة.

ماذا بعد؟

بينما رست “غلبون” في إيران، أفادت تقارير “CNN” بأن سفينة ثانية تدعى “جيران” ستُغادر الصين قريبًا، لاستكمال تسليم الشحنة.ومع اقتراب وصول السفينة الثانية، وظهور دلائل على استعادة إيران لقدراتها الصاروخية، يبقى السؤال الأهم، هل ستتخذ القوى الغربية أي خطوات لمنع طهران من تعزيز ترسانتها العسكرية؟بينما تؤكد الصين أن هذه التجارة “مشروعة”، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل قد تنظران إلى هذه التطورات كتصعيد خطير، ما قد يُعيد المنطقة إلى مربع التوترات العسكرية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *