سياسات الهجرة الأميركية تحت النار.. اعتقال فنان عربي في لوس أنجلوس

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في مشهد صادم، شاهدت الطبيبة الأميركية وفاء الراشد عبر “فيس تايم” لحظة اعتقال زوجها، الموسيقي التونسي رامي عثمان، أثناء توجهه لمتجر بقالة في باسادينا، كاليفورنيا، يوم 13 يوليو.

رغم إقامته في الولايات المتحدة منذ 2015، وتقديمه طلبًا لتسوية وضعه بعد زواجه من مواطنة أميركية في مارس، لم يشفع له ذلك، إذ تجاهل الضباط مستنداته وطلبوا منه مغادرة السيارة.

تقول الراشد: “رأيتهم يأخذونه عبر الهاتف، تبعت موقعه بسيارتي، لكني وصلت فقط لألمح رأسه داخل مركبة ترحيل… كان أسوأ يوم في حياتي”.

ورغم إلغاء أمر ترحيله في 2020، اكتفت وزارة الأمن الداخلي بالتأكيد على “انتهاء صلاحية تأشيرته”، دون الإشارة إلى وضعه القانوني أو طلبه المعلّق.

احتجاز بظروف صعبة

بعد توقيفه، نُقل الموسيقي التونسي إلى مركز احتجاز تابع لدائرة الهجرة والجمارك (ICE) في وسط لوس أنجلوس، حيث وصفت زوجته ظروف اعتقاله بأنها “قاسية وغير إنسانية”، مشيرة إلى أن الغرفة شديدة البرودة وتفتقر لوسائل النظافة الشخصية، ولا تحتوي على أسرّة أو أغطية، فيما الحمام مكشوف رغم وجود معتقلين آخرين في نفس الزنزانة.

وزارة الأمن الداخلي نفت من جهتها في بيانها “أي ادعاءات بسوء المعاملة”، مؤكدة أن “سلامة ورفاه المحتجزين تمثل أولوية قصوى لدى وكالة الهجرة والجمارك الأميركية”.

لماذا هذا مهم؟

قضية عثمان لم تمر مرور الكرام، بل أثارت موجة تضامن واسعة في أوساط الجالية العربية واللاتينية على حد سواء، وسط غضب من اتساع نطاق حملات الترحيل التي طالت، وفق تقارير إعلامية، حتى مقيمين دائمين وبعض المواطنين الأميركيين.

وفي وقفة احتجاجية أمام مركز الاحتجاز، شارك فنانون وناشطون إلى جانب وفاء الراشد، حاملين الطبول والآلات الموسيقية، وأدوا مقطوعات كلاسيكية عربية بأصوات عالية أملاً في أن تصل إلى آذان المحتجزين في الداخل، وعلى رأسهم رامي عثمان.

ويترقّب الجميع الآن ما ستسفر عنه الجلسة المقبلة للنظر في طلب الكفالة، المقرر عقدها الثلاثاء المقبل، بعد مثول عثمان في جلسة إجرائية أمام المحكمة الأسبوع الماضي.

الخوف يمتد إلى المستشفيات

تقول وفاء الراشد، كبيرة الأطباء في مستشفى “هانتنجتون” بلوس أنجلوس، إنها لاحظت تراجعًا في عدد المرضى بسبب خوف الجالية اللاتينية والمهاجرين من الاعتقال، مضيفة: “الناس خائفون من المستشفيات والأماكن العامة”.

وتجسد قصة رامي عثمان مشهدًا أوسع في جنوب كاليفورنيا، حيث نفذت سلطات الهجرة حملات مكثفة أسفرت عن اعتقال مئات الأشخاص، ما أشعل احتجاجات استدعت نشر الحرس الوطني ومشاة البحرية، وفق “أسوشيتد برس”.

ماذا بعد؟

القضية ما زالت مفتوحة، والمشهد لا يخلو من مفارقة: موسيقي حمل أوتاره بحثًا عن حلم فني في بلد الفرص، فإذا به يواجه واقعًا صلبًا خلف جدران احتجاز، بانتظار قرار قضائي قد يعيد إليه بعضًا من نوتة الأمل.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *