خاص :”المؤتمر الوطني” في مهب الريح: صراعات بين الجولاني وفهيم عيسى تُشعل الخلافات

وسط خلافات عميقة وانقسامات غير مسبوقة بين الفصائل السورية، تم تأجيل “المؤتمر الوطني” للمرة الرابعة، في خطوة تعكس مدى تعقيد المشهد السياسي والعسكري في الشمال السوري. الجلسات التي كان من المفترض أن تُفضي إلى حلول توافقية لبناء هوية سياسية جديدة، انتهت بمشادات وصراخ بين القيادات.

ما وراء الكواليس؟
بحسب مصادر مطلعة داخل هيئة تحرير الشام رفض فهيم عيسى مقترحات طرحها زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، بشأن تسليم السلاح وإعادة تشكيل القيادة العسكرية. النقاش تحول إلى مواجهة مباشرة بين الطرفين، ما أدى إلى انسداد أفق الحوار خلال الجلسة.

في الوقت نفسه، الجبهة الشامية أبدت استياءً كبيرًا من قرارات الجولاني الأخيرة، وخاصة إعادة أبو علي سجو إلى الواجهة، وهو ما اعتبرته محاولة لتكريس سلطة الفرد الواحد. اللافت أن قيادة الجبهة عقدت اجتماعًا سريًا في دمشق مع فهيم عيسى، في خطوة يُعتقد أنها تهدف إلى تنسيق الجهود ضد محاولات الإقصاء والانفراد بالحكم.

وأشارت مصادرنا في سوريا أن تُركيا لم تُصدر تعليمات واضحة بشأن الاندماج المقترح تحت مظلة وزارة الدفاع السورية المؤقتة. ومع ذلك، يُلاحظ أن بعض قادة الفصائل يتسابقون لتقديم الولاء لأنقرة، ما أثار تساؤلات حول نواياهم ومدى استعدادهم لتقديم تنازلات استراتيجية.

على الصعيد العسكري، تُخطط تركيا لإنشاء قاعدة في حمص، في وقت تشهد فيه المناطق العسكرية في حماه والساحل وحمص ضعفًا ملحوظًا. هذه التحركات تزيد من الضغط على الأطراف لإيجاد حل سياسي قبل اندلاع مواجهات جديدة قد تُغير خريطة السيطرة.

لماذا يُهم هذا الأمر؟
“المؤتمر الوطني” كان يُعوَّل عليه ليكون بوابةً لتوحيد الصفوف وإنهاء الانقسامات، لكن تأجيله المتكرر يُظهر حجم الأزمة السياسية التي تعصف بالفصائل. من ناحية أخرى، تحركات تركيا ومحاولات الجولاني الموازنة بين إرضاء الفصائل وإبقاء قبضته قوية، تُبرز تعقيد اللعبة السياسية في سوريا.

السيناريو الأسوأ هو تصعيد عسكري جديد، خاصة مع وجود مؤشرات تُشير إلى احتمال استهداف الأقليات، مما يُهدد بزيادة التوتر الإقليمي وخلق موجة نزوح جديدة.

ماذا بعد؟
مع استمرار هذا المشهد، يبدو أن الشمال السوري يتجه نحو مزيد من الانقسام، خاصة إذا فشلت الفصائل في الاتفاق على موعد نهائي للمؤتمر في فبراير. التحركات التركية قد تُغير قواعد اللعبة، لكنها تصطدم بتعقيدات محلية وإقليمية.

هل سيبقى “المؤتمر الوطني” أداةً للمماطلة السياسية، أم أنه سيُطلق شرارة التغيير نحو استقرار سوريا؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *