سلاح “حزب الله” على طاولة التفكيك.. هل بدأ سقوط الحصن الأخير؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطوة قد تغيّر المشهد السياسي والعسكري في لبنان، تتحضر الحكومة لنزع سلاح “حزب الله” قبل نهاية العام، وسط تقارير تؤكد أن الحزب فقد معظم قوته بعد خسائر كبيرة في حربه الأخيرة مع إسرائيل.

ورغم مرور أكثر من 8 أشهر على وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل شن غارات شبه يومية تستهدف ما تبقى من بنية الحزب العسكرية، مؤكدة أنها تمنع أي محاولات لإعادة ترميم قدراته القتالية.

70% من القدرة العسكرية.. خارج الخدمة

في أكتوبر 2023، فتح “حزب الله” جبهة الجنوب دعمًا لـ”حماس”، وهو يملك ترسانة من الصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة.

لكن الضربات الإسرائيلية المركزة ألحقت به خسائر فادحة، حيث فقد نحو 70% من قدراته، خصوصًا الصواريخ بعيدة المدى، وفقًا للخبير رياض قهوجي.

وفي يونيو الماضي، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام تفكيك أكثر من 500 موقع ومستودع للحزب جنوب لبنان، تنفيذًا لاتفاق وقف النار.

الضربات تطال العمق اللوجستي

لم تقتصر خسائر “حزب الله” على السلاح، بل طالت أيضًا خطوط الإمداد بعد سقوط نظام الأسد، الذي كان يشكل مسارًا أساسيًا لنقل السلاح الإيراني.

وأقر الحزب بفقدان هذا الشريان، بينما أعلنت سوريا إحباط محاولات تهريب أسلحة إلى لبنان.

وبحسب رياض قهوجي، فإن قدرة الحزب على إعادة بناء ترسانته أصبحت محدودة، رغم محاولاته تصنيع صواريخ “كاتيوشا” محليًا.

الأنفاق تحت القصف

في موازاة تفكيك المواقع العسكرية، نفّذ الجيش اللبناني عمليات واسعة لتدمير شبكات الأنفاق التي أنشأها “حزب الله”، لا سيما في المنطقة الحدودية مع إسرائيل، في وقت واصلت فيه تل أبيب استهداف هذه الأنفاق، معتبرة إياها جزءًا من منظومة تهريب ونقل السلاح.

المسيّرات.. بديلاً دفاعيًا؟

كثّف “حزب الله” في معاركه الأخيرة استخدام الطائرات المسيّرة، خاصة المفخخة، وأكد أمينه العام السابق حسن نصرالله، الذي قُتل بغارات إسرائيلية في خريف الماضي، أن جزءًا كبيرًا منها يُصنع محليًا.

ولا يزال الحزب يسعى لتطوير هذا السلاح، حيث اعترض الجيش اللبناني مؤخرًا حاوية تحمل قطع غيار لمسيّرات كانت في طريقها إليه، في مؤشر على محاولاته تعويض خسائره بأسلحة غير تقليدية، وفقًا لقهوجي.

نزيف بشري ومعلوماتية

يُقدّر “حزب الله” عدد مقاتليه بـ100 ألف، بينما يشير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى نحو 50 ألفًا فقط.

وخلال الحرب الأخيرة، التي استمرت أكثر من عام، قُتل أكثر من 4000 شخص في لبنان، معظمهم من مقاتلي الحزب، وأصيب الآلاف، خصوصًا بعد أن فجّرت إسرائيل آلاف أجهزة الاتصال التي كان يستخدمها في عملياته.

غارات لا تتوقف.. وتصعيد دائم

رغم اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل شن غارات شبه يومية على الجنوب والبقاع، بزعم استهداف مخازن أسلحة ومراكز قيادية لـ”حزب الله”.

ومؤخرًا، أعلنت قصف “أكبر موقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة” للحزب في لبنان، بحسب وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

ماذا بعد؟

تحت وطأة الضغط العسكري والسياسي، أبدى “حزب الله” استعداده للتخلي عن صواريخه بعيدة المدى، بشرط انسحاب إسرائيل ووقف غاراتها، والسماح بإعمار الجنوب.في المقابل، يشترط الاحتفاظ بـ”السلاح الدفاعي” كالمسيّرات وصواريخ الكورنيت، تحسبًا لفشل الحلول السياسية أو عودة التصعيد.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *