ماذا يحدث؟
في نيجيريا والصومال، يستغل تنظيما بوكو حرام والشباب انعدام الأمن الغذائي كسلاح في حربهما ضد الحكومات والمجتمعات المحلية.
يستهدف التنظيمان مناطق تعاني من نقص حاد في الغذاء، مثل ولاية بورنو بنيجيريا وجنوب صوماليا، حيث يوزعان المواد الغذائية كالأرز والبسكويت لكسب تأييد السكان المحرومين، معبرين عن “الحب والاهتمام”.
في الوقت نفسه، يتبعان تكتيكات قاسية لمعاقبة القرى التي تتعاون مع الدولة، فيحرق بوكو حرام المحاصيل، يحظر الزراعة والصيد، ويسمم مصادر المياه.
أما الشباب فيقطع خطوط التجارة ويمنع وصول المساعدات الإنسانية، كما فعل خلال مجاعة 2011-2012 في الصومال، لإضعاف النفوذ الغربي وخنق المجتمعات الموالية للحكومة.
لماذا هذا مهم؟
تحويل الغذاء إلى سلاح يفاقم الأزمات الإنسانية ويغذي دائرة من العنف والجوع.
هذه التكتيكات تدمر البنية التحتية الغذائية، فتجبر السكان على التخلي عن مزارعهم وماشيتهم، مما يقلل إنتاج السلع الأساسية ويعمق الفقر.
في بورنو وجنوب الصومال، ساهمت هذه الاستراتيجيات في تدهور الأمن الغذائي على مدى 15 عامًا، مع نزوح واسع وضعف الاقتصادات المحلية.
لكن هذه السياسات ترتد على التنظيمين، إذ يواجهان نقصًا في الموارد الغذائية لدعم مقاتليهم، مما يدفع العديد من الجهاديين للاستسلام لقوات الأمن طلبًا للغذاء.
تصاعد الاحتكاك مع السكان دفع بوكو حرام لنقل عملياته إلى حوض بحيرة تشاد، بينما واجه الشباب مقاومة ميليشيات محلية في الصومال.
ماذا بعد؟
رغم تراجع قدرات بوكو حرام والشباب، يظل الغذاء عاملاً حاسمًا في الصراعات الإفريقية.
يجب على الحكومات الإفريقية والمجتمع الدولي معالجة استغلال الغذاء كسلاح من خلال استراتيجيات شاملة تعزز الأمن الغذائي وتقلل الفجوات الاجتماعية والاقتصادية التي يستغلها الإرهابيون.
تعزيز المرونة المحلية عبر دعم الزراعة والبنية التحتية يمكن أن يحد من جاذبية هذه الجماعات.
كما أن التعاون الإقليمي لتأمين سلاسل الإمداد وحماية المساعدات الإنسانية ضروري لكسر حلقة الجوع والعنف، ومنع التنظيمات الإرهابية من استغلال معاناة الشعوب لتوسيع نفوذها.