زيارة ترامب للخليج.. هل تحقق انتصارات استراتيجية؟

زيارة ترامب للخليج

ماذا حدث؟

من المقرر أن يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 13 مايو 2025، جولة خليجية تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وهي ثلاثة من أهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

تبدأ الزيارة في الرياض بحضور منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، يليه قمة مجلس التعاون الخليجي في 14 مايو، ثم زيارة قطر والإمارات.

تهدف الجولة إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والأمنية، مع توقعات بتوقيع صفقات استثمارية وتجارية ضخمة تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات.

فقد تعهدت السعودية باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال أربع سنوات، والإمارات بـ1.4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات، بينما من المتوقع أن تعلن قطر عن استثمارات كبيرة، بما في ذلك صفقة محتملة بقيمة 30 مليار دولار لشراء طائرات بوينغ.

كما تتضمن الزيارة مناقشات حول قضايا إقليمية ملحة مثل المفاوضات مع إيران، التصعيد في غزة، والتطبيع السعودي مع إسرائيل.

لماذا هذا مهم؟

تأتي زيارة ترامب في وقت حرج، حيث تواجه المنطقة توترات جيوسياسية واقتصادية متصاعدة، بما في ذلك انخفاض أسعار النفط إلى أقل من 65 دولارًا لبرميل برنت في أبريل 2025، وتسارع الهجوم الإسرائيلي في غزة، ومخاوف من تقدم البرنامج النووي الإيراني.

تسعى دول الخليج إلى تأكيد دعم الولايات المتحدة الدبلوماسي والعسكري، وتعزيز مكانتها كلاعبين عالميين في الاقتصاد والدبلوماسية، بينما يهدف ترامب إلى تعزيز مكانة الولايات المتحدة كشريك استراتيجي رئيسي في مواجهة المنافسة من الصين وروسيا.

الزيارة توفر فرصة لترسيخ الشراكات الاقتصادية في مجالات مثل الطاقة، الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، مع صفقات أسلحة محتملة تصل إلى 100 مليار دولار للسعودية و2 مليار دولار لقطر.

ومع ذلك، فإن التحديات السياسية، مثل إعادة احتلال إسرائيل المحتمل لغزة وتجدد العلاقات الخليجية مع إيران، تعقد الجهود الدبلوماسية

 يمكن أن تشكل الزيارة نقطة تحول في إعادة تعريف النفوذ الأمريكي في المنطقة، لكن نجاحها يعتمد على تحقيق توازن بين الأهداف الاقتصادية والدبلوماسية.

ماذا بعد؟

لتحقيق انتصارات استراتيجية، يتعين على ترامب أن يتجاوز التركيز على الصفقات الاقتصادية ويعالج قضايا الأمن الإقليمي بشكل مباشر.

في قمة مجلس التعاون الخليجي، يجب أن يوضح رؤيته لإنهاء حرب غزة، التي قد تؤثر سلبًا على الزيارة إذا تصاعدت، من خلال الضغط من أجل هدنة مستدامة وتسهيل المساعدات الإنسانية.

كما ينبغي له ضمان دعم الخليج لأي اتفاق مع إيران، خاصة مع تحسن علاقات دول الخليج مع طهران، مما يحد من احتمال تأييدها لعمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي.

في سوريا، يمكن لدول الخليج أن تلعب دورًا في تقريب وجهات النظر بين واشنطن ودمشق، بينما يتطلب الوضع في اليمن متابعة دقيقة لضمان استمرار الهدنة مع الحوثيين.

اقتصاديًا، يمكن أن تعزز الزيارة تنويع اقتصادات الخليج بعيدًا عن النفط، مع التركيز على التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، ودعم السعودية في برنامجها النووي المدني.

لكن الفشل في تقديم رؤية دبلوماسية متماسكة قد يقلل من تأثير الزيارة، مما يسمح لمنافسين مثل الصين بتعزيز نفوذهم.

لذلك يوصي المحللون بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بأن يركز ترامب على توحيد دول الخليج حول رؤية مشتركة للأمن والاستقرار، وتجنب إعلانات مفاجئة مثل تغيير تسمية الخليج، التي قد تثير توترات مع إيران دون فائدة استراتيجية واضحة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *