ماذا حدث؟
في خطوة لافتة تعكس استمرار الانخراط الروسي العميق في المشهد السوري، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة إلى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، أكد فيها دعمه لجهود استقرار البلاد واستعداد موسكو لتوسيع التعاون المشترك في مختلف المجالات.
رسالة بوتين.. دعم سياسي أم تثبيت للنفوذ؟
وبحسب ما نقلته وكالة “تاس” الروسية، شدد بوتين في رسالته على التزام روسيا بتطوير التعاون مع القيادة السورية، مشيرًا إلى أهمية تعزيز العلاقات الثنائية التي وصفها بـ”الودية” تاريخيًا. وجاءت هذه الرسالة بعد شهر واحد من أول اتصال هاتفي بين بوتين والشرع في فبراير الماضي، حيث أكد خلالها الرئيس الروسي دعم موسكو لوحدة وسيادة سوريا، معربًا عن استعدادها لتقديم مساعدات اقتصادية وإنسانية.
لماذا هذا مهم؟
الكرملين كان قد أوضح في تصريحات سابقة، خلال مارس الجاري، أن استقرار سوريا يمثل أولوية، مشددًا على أن أي اضطرابات هناك قد تؤثر على منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وهذا الموقف يعكس رؤية موسكو الاستراتيجية تجاه سوريا، والتي ظلت لعقود طويلة أحد أبرز حلفائها في المنطقة.
من الدعم إلى التمكين.. روسيا تعزز وجودها
وتأتي هذه التحركات في وقت تؤكد فيه مصادر روسية أن الكرملين يسعى لتعزيز حضوره في سوريا، ليس فقط على المستوى السياسي، بل في المجالات الأمنية والاقتصادية أيضًا. فمنذ اندلاع الأزمة السورية، لعبت روسيا دورًا محوريًا في دعم النظام، وكانت من أبرز داعمي الرئيس السابق بشار الأسد، الذي لجأ إلى موسكو عقب الإطاحة به في ديسمبر الماضي. كما تمتلك روسيا قاعدتين عسكريتين رئيسيتين في سوريا، مما يمنحها نفوذًا استراتيجيًا طويل الأمد.
ماذا بعد رسالة بوتين؟
ورغم تأكيدات موسكو المتكررة على دعم استقرار سوريا، إلا أن هناك تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوات تصب في مصلحة السوريين أم أنها تعزز النفوذ الروسي في المنطقة. فمع تصاعد التوترات الدولية، ووجود قوى أخرى تحاول فرض نفوذها في الساحة السورية، تبقى تحركات روسيا محل تحليل وترقب، خاصة في ظل التغيرات التي طرأت على القيادة السورية.وهل ستكون رسالة بوتين بداية لمرحلة جديدة من الشراكة بين البلدين، أم أنها تأتي في إطار مساعٍ روسية لترسيخ وجودها أكثر في سوريا؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.