ماذا حدث؟
في تصعيد غير مسبوق، شنّت وسائل إعلام إسرائيلية هجومًا لاذعًا على شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر أحمد الطيب، بلغت حدّ المطالبة العلنية بتصفيته، على خلفية مواقفه الصريحة تجاه ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في قطاع غزة.
رأس الأفعى
صحيفة “معاريف” العبرية وصفت الأزهر الشريف بـ”رأس الأفعى” داخل مصر، وقالت إن “قطع هذه الرأس” بات ضرورة، في إشارة صريحة إلى الإمام الطيب، الذي اعتبرته الصحيفة محرّكًا أساسيًا للخطاب الديني المعادي لإسرائيل في مصر والمنطقة.
الهجوم الإسرائيلي لم يأتِ من فراغ، بل جاء ردًا على بيان شديد اللهجة أصدره الأزهر سابقًا، أدان فيه ما وصفه بـ”جرائم الإبادة الجماعية وسياسة التجويع” التي تنتهجها إسرائيل في غزة، قبل أن يتم حذف البيان لاحقًا.
اتهامات وتحريض
في حوار نشرته “معاريف”، ظهر المقدم (احتياط) السابق في المخابرات الإسرائيلية، إيلي ديكل، مهاجمًا الأزهر بشراسة، مدعيًا أنه “بوق الكراهية ضد إسرائيل من داخل مصر”.
أما العقيد (احتياط) في الجيش الإسرائيلي موشيه إلعاد، والخبير في شؤون الشرق الأوسط، فقال إن “الأزهر يشكّل مرجعية دينية وسياسية تحظى باحترام واسع”، وأضاف: “منذ بداية حرب غزة، باتت جامعة الأزهر كأنها وزارة خارجية موازية، تبث خطابًا تحريضيًا ضد إسرائيل”.
إلعاد أشار إلى أن نحو 110 ملايين مصري “يستمعون لفتاوى الأزهر ويطيعونها”، محذرًا من تأثير الأزهر الإقليمي، خصوصًا في ظل تصاعد الخطاب الديني الرافض للتطبيع والداعم للقضية الفلسطينية.
صدمة واستنكار
تصريحات الإعلام الإسرائيلي أثارت موجة استهجان واسعة داخل مصر. حيث علّق عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء ووكيل الأزهر السابق، بقوله: “الصهاينة غاضبون من وصفهم بالعدو؟ لا نعرف بماذا نصفهم إذًا.. وزعلهم يسعدنا”.
وفي السياق نفسه، طالب سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، بمحاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، واصفًا ما صدر عن إعلامها بـ”السفالة وقلة الأدب”، مؤكداً أن مثل هذه الدعوات تعكس طبيعة كيان يمارس الإبادة ويستهدف الأطفال والنساء ودور العبادة.
دعوة للمحاسبة الدولية
الفقي شدد على ضرورة تحرك الحكومات العربية والإسلامية، وتقديم مذكرات احتجاج رسمية، وتحميل إسرائيل مسؤولية التحريض على اغتيال شخصية دينية بحجم شيخ الأزهر.
كما انتقد الصمت الرسمي، داعيًا إلى تحرك مصري واضح عبر وزارة الخارجية، وإجراءات قانونية ضد وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تجاوزت الخطوط الحمراء.
وأشار إلى ما وصفه بـ”الارتباط المشبوه” بين هذه الدعوات وبين التظاهرات التي نظمها عناصر جماعة الإخوان أمام السفارة المصرية، مؤكدًا أن هذه المواقف تخدم العدو بدل مواجهته.
ماذا بعد؟
تصاعد الهجوم الإسرائيلي على الأزهر وشيخه، وصولًا إلى حد التحريض الصريح على القتل، يعكس حجم القلق داخل الأوساط الإسرائيلية من الخطاب الديني الرافض للتطبيع والداعم للمقاومة.