ماذا حدث؟
في أواخر سبتمبر 2025، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة سلام مكونة من 20 نقطة لإنهاء حرب غزة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، مشدداً على وقف النار الفوري، انسحاب إسرائيلي جزئي، تبادل رهائن (20 إسرائيلياً حياً ورفات 25 آخرين مقابل 250 فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد و1700 معتقل)، وإعادة إعمار غزة بمليارات الدولارات.
اعتمدت الخطة على هدنتي نوفمبر 2023 ويناير 2025، مع استبعاد حماس من الصياغة الأولية، مما دفع ترامب للضغط العلني على الطرفين عبر تسربات مقصودة ومنشورات على Truth Social، حيث وصف نتنياهو بـ”السلبي دائماً” بعد مكالمة في 4 أكتوبر، وأجبره على الاعتذار علناً لأمير قطر عن محاولة اغتيال مفاوضي حماس في الدوحة في 9 سبتمبر.
وافق نتنياهو في 8 أكتوبر، وأعلن ترامب في 10 أكتوبر دخول الاتفاق حيز التنفيذ، مع نشر 200 جندي أمريكي للإشراف، وسط احتفالات في تل أبيب وغزة رغم استمرار بعض الغارات الإسرائيلية حتى التنفيذ، وتسليم الأسرى في 13 أكتوبر.
لماذا هذا مهم؟
أنهت “دبلوماسية القط الميت” لترامب – التي ابتكرها جيمس بيكر في مؤتمر مدريد 1991 لإلقاء اللوم العلني على الطرف المعاند – حرب غزة بعد عامين من الدمار الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ونزح ملايين، بفضل ضغطها الخشن الذي رُئي كتهديد أخير وموثوق، مستغلاً ضعف نتنياهو داخلياً أمام احتجاجات تل أبيب وفقدان حماس لنفوذها بعد خسائرها.
أهميتها تكمن في كونها أكثر فعالية من الوساطات السابقة لبيدن، حيث حولت ترامب الاتفاق إلى “فرصة أخيرة”، معبراً عن دعمه للعمل العسكري الإسرائيلي إذا فشلت، مما أجبر الطرفين على التنازل دون رقصة دبلوماسية طويلة.
إقليمياً، عززت الخطة الاستقرار، مع ترحيب دول مثل مصر وقطر والسعودية وفرنسا، وفتحت أبواب إعادة إعمار غزة بمساعدات أممية، مما يقلل التوترات في الشرق الأوسط ويعزز إرث ترامب كـ”صانع سلام”، رغم غموض نقاط مثل نزع سلاح حماس وحكم غزة، التي قد تثير خلافات لاحقة.
ماذا بعد؟
مع إكمال المرحلة الأولى في 13 أكتوبر، ستبدأ مفاوضات المراحل الثانية حول نزع سلاح حماس تدريجياً لهيئة فلسطينية-مصرية بإشراف دولي، وإعادة بناء غزة بتمويل عربي-غربي، مع نشر قوة استقرار مؤقتة تشمل الولايات المتحدة وقطر.
قد يؤدي الضغط الأمريكي إلى سلام دائم يعيد اللاجئين ويوسع الاتفاقيات الإبراهيمية، لكن الفشل في الشروط الغامضة قد يستخدمه نتنياهو لاستئناف العمليات، أو يثير احتجاجات حماسية.
في النهاية، تعتمد الاستمرارية على إدارة ترامب في الوفاء بالضمانات، مما قد يمنحه جائزة نوبل العام المقبل، أو يحول الاتفاق إلى “هدنة مؤقتة” إذا غلب اليمين الإسرائيلي أو الرفض الفلسطيني.