داعش يستعيد نشاطه مجددًا في موزمبيق.. ما علاقة أمريكا؟

داعش يستعيد نشاطه مجددًا في موزمبيق.. ما علاقة أمريكا؟

ماذا حدث؟

في الأشهر الأخيرة من 2025، شهدت مقاطعة كابو ديلغادو شمال موزمبيق تصعيداً عنيفاً من تنظيم داعش المحلي (أهل السنة والجماعة)، حيث شن هجوماً واسعاً في 7 سبتمبر على مدينة موكيمبوا دا برايا، مما أسفر عن قطع رؤوس عشرات الرجال المسيحيين ونزوح نحو 93 ألف شخص.

هذا الهجوم يأتي بعد فترة هدوء نسبي استمرت أربع سنوات، حيث استعادت القوات الموزمبيقية والرواندية السيطرة على المنطقة في 2021.

وفقاً لتقارير CNN وACLED، ارتفع نشاط داعش في موزمبيق إلى 11% من أنشطته العالمية في أكتوبر، مع 79% من عملياته في أفريقيا.

السبب الرئيسي هو تقليص الدعم الأمريكي الإنساني بعد تفكيك وكالة USAID في يناير بأمر تنفيذي من الرئيس ترامب، مما أوقف برامج غذائية وصحية وتعليمية بقيمة 586 مليون دولار (3% من الناتج المحلي)، وأدى إلى إغلاق مكاتب وترك آلاف بدون مساعدات.

لماذا هذا مهم؟

يُعد عودة داعش في موزمبيق تهديداً أمنياً إقليمياً، حيث يسيطر التنظيم على مناطق غنية بالغاز الطبيعي قبالة ساحل بالما، مما يُعرّض مشاريع عملاقة لشركات مثل توتال إنرجيز وإكسون موبيل بمليارات الدولارات للخطر.

الفقر المدقع (أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر) والشباب (متوسط العمر 17 عاماً) يُجعلان المنطقة عرضة للتجنيد، خاصة مع وقف برامج USAID التي كانت تُدعم فرص عمل لصيادي السمك وسائقي الدراجات (الأكثر عرضة للانضمام).

تقليص المساعدات خلق فراغاً أمنياً، حيث أغلقت المستشفيات وتوقفت توزيع الغذاء، مما زاد اليأس وسمح للإرهابيين بالتجول بحرية أكبر.

هذا يُعكس تأثير سياسة ترامب في إعادة ترتيب الأولويات العالمية، حيث انخفض الدعم الأمريكي من 174 مليون دولار في 2022 إلى 18 مليون في 2025، مما يُهدد الاستقرار في أفريقيا ويُعيق مكافحة داعش عالمياً.

ماذا بعد؟

مع استمرار الهجمات، من المتوقع أن يُزداد النزوح إلى 100 ألف شخص بحلول نهاية 2025، مما يُفاقم الأزمة الإنسانية في معسكرات مثل لياندا حيث توقفت توزيعات الغذاء.

قد تُعيد شركات الغاز تعزيز الحراسة الخاصة حول مشاريع بالما، لكن الإنتاج قد يتأخر سنوات إضافية.

على الصعيد الدولي، ستُضغط منظمات مثل الأمم المتحدة على الدول لتعويض الفراغ الأمريكي، مع زيادة الدعم الأوروبي أو الصيني. في موزمبيق، قد يُعزز الجيش التعاون مع رواندا، لكن الفقر سيظل الوقود الرئيسي لداعش.

في النهاية، يُحذّر هذا من مخاطر تقليص المساعدات: إنهاء داعش يتطلب معالجة الجذور الاقتصادية، لا العسكرية فقط.

هاشتاق:
شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *