داعش وحكومة الشرع.. صراع جديد بين حلفاء الماضي

داعش وحكومة الشرع.. صراع جديد بين حلفاء الماضي

ماذا حدث؟

في 18 مايو 2025، نفذ تنظيم داعش أول هجوم له ضد الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، الذي كان مقربًا في وقت ما من زعيم داعش أبوبكر البغدادي، مستهدفًا نقطة أمنية في مدينة الميادين شرقي البلاد بسيارة مفخخة، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.

جاء الهجوم بعد يوم من اشتباك قوات الحكومة مع خلية داعشية في حلب، وهي العملية الأولى من نوعها منذ مارس، بعد أيام من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الشرع في الرياض.

تزامن ذلك مع بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا في أبريل، حيث تقلص عددها من 2000 إلى 700 جندي.

شهدت 2025، حتى منتصف مايو، 33 هجومًا ادعاها داعش، بزيادة ملحوظة منذ أبريل، حيث قفز المعدل من خمسة هجمات شهريًا إلى 14، معظمها في مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكيًا.

لماذا هذا مهم؟

هجوم الميادين يكشف استمرار تهديد داعش رغم ضعفه مقارنة بذروته عام 2014.

استهداف أراضٍ خاضعة للحكومة الجديدة، وليس فقط مناطق قسد، يُظهر قدرة التنظيم على استغلال الفجوات الأمنية خلال التحولات السياسية في سوريا.

الحكومة الجديدة، التي قاتلت داعش منذ 2013 كجبهة النصرة ثم هيئة تحرير الشام، أحبطت مؤامرات سابقة، مثل تفجير مقام السيدة زينب في يناير 2025، بمساعدة استخبارات الولايات المتحدة.

لكن الهجمات الأخيرة، بما فيها تفجير حلب الذي قتل ثلاثة من قوات الأمن، تُبرز هشاشة الوضع.

انسحاب القوات الأمريكية يُثير مخاوف من تفاقم الفراغ الأمني، خاصة مع وجود 9000 مقاتل داعشي محتجزين في مرافق قسد، مما يُعرضهم لخطر الهروب أو التجنيد مجددًا.

ماذا بعد؟

استمرار تهديد داعش يتطلب تعزيز التنسيق بين الحكومة السورية وقسد لدمج إدارة محافظة دير الزور، معقل داعش، تحت سلطة موحدة لسد الثغرات الأمنية.

الولايات المتحدة، التي لا تزال تحتفظ بحضور عسكري محدود، قد تؤجل الانسحاب الكامل حتى تستقر جهود مكافحة الإرهاب.

كما ينبغي الضغط على الدول لاستعادة مواطنيها المحتجزين من داعش لتقليل مخاطر الهجمات المستقبلية.

نشرة داعش الأخيرة، التي دعت مقاتلي هيئة تحرير الشام المنشقين للانضمام إليها، تُنذر بمحاولات لاستغلال التوترات الداخلية لتهديد استقرار سوريا الوليدة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *