ماذا حدث؟
خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا في يونيو 2025، استهلكت الولايات المتحدة حوالي ربع مخزونها من صواريخ الاعتراض المتقدمة من طراز THAAD (نظام الدفاع الجوي عالي الارتفاع) لدعم إسرائيل ضد هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وفقًا لتقرير نشرته شبكة CNN، أطلقت القوات الأمريكية أكثر من 100 صاروخ THAAD، وربما ما يصل إلى 150، من إجمالي مخزون البنتاغون البالغ حوالي 646 صاروخًا حتى الآن، مما يمثل استهلاكًا بنسبة 25% تقريبًا من إجمالي المخزون الممول منذ عام 2010.
هذا الاستهلاك السريع كشف عن فجوة كبيرة في إمدادات الدفاع الصاروخي الأمريكية، خاصة مع إنتاج محدود يبلغ 11 صاروخًا فقط في عام 2024 و12 صاروخًا متوقعًا في 2025، وفقًا لتقديرات ميزانية وزارة الدفاع لعام 2026.
كل صاروخ THAAD يكلف حوالي 12.7 مليون دولار، مما يعني أن تكلفة الصواريخ المستخدمة تتراوح بين 1.27 و1.9 مليار دولار تقريبًا.
لماذا هذا مهم؟
نظام THAAD هو نظام دفاع صاروخي متقدم مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة ومتوسطة المدى خلال مرحلتها النهائية. يتكون كل نظام من 6 قاذفات و48 صاروخ اعتراض، ويُشغل بواسطة 95 جنديًا أمريكيًا.
الولايات المتحدة تمتلك 7 أنظمة THAAD، تم نشر اثنين منها في إسرائيل خلال النزاع، مما يعني تخصيص ما يقرب من ثلث الأنظمة الأمريكية لدعم إسرائيل. هذا الاستخدام المكثف كشف عن هشاشة المخزون، خاصة مع معدل إنتاج منخفض لا يتجاوز 37 صاروخًا سنويًا بحلول 2026.
استهلاك هذا العدد الكبير من الصواريخ في فترة قصيرة أثار قلق الخبراء بشأن قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على جاهزيتها العسكرية في مسارح أخرى، مثل منطقة المحيط الهادئ، حيث تواجه تهديدات صاروخية متقدمة من الصين وكوريا الشمالية.
كما تكلفة إعادة تعبئة المخزون المستنفد تُقدر بحوالي 1.5 إلى 2 مليار دولار، مع توقعات بأن تستغرق عملية إعادة الإنتاج من 3 إلى 8 سنوات بمعدلات الإنتاج الحالية.
هذا يضع ضغطًا ماليًا كبيرًا على الميزانية الدفاعية الأمريكية، خاصة مع تخصيص 1.3 مليار دولار لتحسين سلسلة التوريد و2.5 مليار دولار لتوسيع إنتاج الصواريخ والذخائر في ميزانية 2026.
بالإضافة إلى ذلك، استخدمت البحرية الأمريكية حوالي 80 صاروخًا من طراز SM-3، والتي تُكلف بين 8 و25 مليون دولار للصاروخ الواحد، مما يزيد من العبء المالي.
ماذا بعد؟
الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى زيادة إنتاج صواريخ THAAD وSM-3 لتلبية الطلب المتزايد في مناطق الصراع المتعددة، وقد حذر خبراء من أن الإنتاج الحالي غير كافٍ لمواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية في حروب طويلة الأمد أو متعددة الجبهات، خاصة مع الصين وكوريا الشمالية.
قد تضطر الولايات المتحدة إلى إعادة توزيع أنظمة THAAD من مناطق مثل غوام وكوريا الجنوبية إلى الشرق الأوسط، مما قد يضعف دفاعاتها في المحيط الهادئ.
كما أن استمرار استنزاف المخزون قد يدفع إدارة ترامب إلى إعادة تقييم التزاماتها تجاه إسرائيل، خاصة إذا استمرت التوترات مع إيران أو تصاعدت هجمات الحوثيين.