ماذا حدث؟
شنّ الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، غارات على محيط خان يونس جنوب غزة، في تصعيد أعقب تعثّر تسليم جثث الأسرى، وفق مصدر أمني لـ”فرانس برس”.
وجاء ذلك بعد إعلان إسرائيل أن ثلاث جثث تسلّمتها من “حماس” لا تعود لأيٍّ من الأسرى، ما أثار جدلًا في تل أبيب.
في المقابل، أوضحت كتائب القسام أن ما جرى كان تسليم عينات من جثامين مجهولة الهوية، مؤكدة أنها استجابت لطلب إسرائيل لفحصها وقطع الطريق على “ادعاءات الاحتلال”.
توتر متجدد واتهامات متبادلة
ليست هذه الحادثة الأولى، إذ أعلنت إسرائيل سابقًا تسلّم رفات لا تعود لأسرى منذ بدء وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر، وسط تبادل الاتهامات مع “حماس” بخرق الهدنة المستندة إلى خطة ترامب.
واتهمت الحكومة الإسرائيلية الحركة بانتهاك الاتفاق، بينما طالبت عائلات الأسرى بتشديد الضغط عليها.
ووفق البيانات الإسرائيلية، أعادت “حماس” حتى الآن جثامين 17 من أصل 28 رهينة، بينهم 15 إسرائيليًا وتايلاندي ونيبالي، فيما تبقى جثامين 10 أسرى وجندي مفقود منذ حرب 2014 داخل القطاع.
صفقة الجثث والهدنة الهشّة
ينصّ اتفاق وقف إطلاق النار على أن تعيد إسرائيل 15 جثمانًا لفلسطينيين مقابل كل جثة إسرائيلية تسلّمها “حماس”، بإجمالي 225 جثة، لكن الخلافات حول الهوية وآلية التسليم عطلت تنفيذه مرارًا.
وفي السياق، حذّر إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي في غزة، من وجود أكثر من 20 ألف ذخيرة غير منفجرة من مخلّفات الحرب، تشكّل خطرًا على حياة المدنيين.
التحركات الدبلوماسية والخطة الأميركية
بالتزامن مع التصعيد الميداني، تتواصل الجهود السياسية لتثبيت الهدنة وتنفيذ خطة ترامب ذات البنود العشرين، التي تنص على نشر “قوة استقرار دولية مؤقتة” في غزة بتفويض أممي لدعم وتدريب الشرطة الفلسطينية.
ودعت ألمانيا والأردن إلى منح هذه القوة تفويضًا مباشرًا من الأمم المتحدة لضمان حيادها، فيما أعلنت القيادة الأميركية “سنتكوم” رصد عناصر يُشتبه بانتمائهم لـ”حماس” ينهبون شاحنة مساعدات في شمال خان يونس.
تحرك إسلامي في اسطنبول
في تطور دبلوماسي، تستضيف تركيا الاثنين اجتماعًا طارئًا لوزراء خارجية الدول الإسلامية دعمًا للخطة الأميركية، ويأتي الاجتماع بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقادة هذه الدول في 23 سبتمبر الماضي خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
يُذكر أن هجوم “حماس” في 7 أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1221 شخصًا معظمهم مدنيون، وردّت إسرائيل بحملة عسكرية أودت بحياة نحو 68,858 فلسطينيًا، وفق وزارة الصحة في غزة.
ماذا بعد؟
وبين تعثّر المسار الإنساني وتزايد وتيرة الغارات، يبدو أن الهدنة الهشّة تسير على حافة الانهيار، فيما تبقى أرواح المدنيين، أحياءً وأمواتًا، رهينة لعبة سياسية لم تهدأ بعد.