حياة تحت الحراسة.. استراتيجية إيران لإخفاء علماء نوويين بعد الاغتيالات الإسرائيلية

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

قبل نحو شهرين، شهدت العلاقات بين طهران وتل أبيب تصعيداً حاداً بعد اغتيال عشرات العلماء النوويين الإيرانيين، فيما تصف إيران ذلك بـ”عدوان مباشر” على برنامجها النووي. اليوم، تكشف مصادر مطلعة أن طهران تعتمد استراتيجية تعتيم مشددة لإخفاء العلماء الناجين وسط مخاوف من فقدان كوادرها العلمية المهمة.

إخفاء العلماء.. انتقال إلى أماكن آمنة وحياة جديدة

قال مسؤول إيراني رفيع لصحيفة “التليغراف” إن معظم العلماء النوويين الناجين غادروا منازلهم ووظائفهم الجامعية وانتقلوا إلى مواقع آمنة في طهران أو المدن الساحلية الشمالية، حيث يعيشون مع عائلاتهم تحت حماية مشددة.

وأضاف أن هؤلاء العلماء استُبدلوا بأشخاص لا علاقة لهم بالبرنامج النووي لتجنب كشف هويتهم وحماية أسرهم.

تنظيم ذكي لضمان استمرارية البرنامج النووي

في المقابل، أشار خبراء إسرائيليون إلى أن طهران لم تتوقف عند مجرد إخفاء العلماء، بل أعادت تنظيم برنامجها البحثي النووي بطريقة ذكية، حيث تم تعيين نواب لكل عالم رئيسي، ويعملون ضمن مجموعات صغيرة تتراوح بين اثنين إلى ثلاثة أفراد لضمان استمرارية العمل حتى في حال وقوع أي هجوم أو اغتيال.

الخوف الإسرائيلي من استبدال العلماء القتلى

رغم الإجراءات المشددة، تخشى مصادر إسرائيلية أن يكون بعض العلماء الناجين قد حلوا محل زملائهم القتلى في برنامج تطوير الأسلحة النووية لمنظمة الابتكار والبحث الدفاعي (SPND)، ويُعتقد أن الفريق الجديد يضم خبراء متقدمين في المتفجرات وفيزياء النيوترون وتصميم الرؤوس الحربية، مما يزيد القلق الإسرائيلي من تصاعد البرنامج النووي الإيراني.

تحذير استخباراتي: العلماء الناجون أهداف محتملة

أكد داني سيترينوفيتش، الرئيس السابق لمكتب الاستراتيجية الإيرانية في الاستخبارات الدفاعية الإسرائيلية، أن العلماء النوويين المتبقين أمام خيار صعب بعد مشاهدة مصير زملائهم، مشيراً إلى أنهم الفريق القادم للعمل على قنبلة نووية إيرانية وسيصبحون أهدافاً لإسرائيل.

وأضاف أن أي عالم يعمل في الملف النووي الإيراني معرض للاغتيال أو التهديد به، مما يعكس استمرار سياسة الاغتيالات في المواجهة بين إسرائيل وطهران.

المواجهة المحتدمة.. هجمات متبادلة وتوتر متصاعد

يذكر أن إسرائيل شنت خلال مواجهة دامت 12 يوماً في يونيو الماضي، هجمات استهدفت علماء نوويين وقادة عسكريين بارزين، فضلاً عن ضرب مواقع عسكرية استراتيجية. وفي الوقت نفسه، وجهت الولايات المتحدة ضربات قوية إلى مواقع ومنشآت نووية بارزة داخل إيران، في إطار تنسيق أمني بين البلدين ضد البرنامج النووي الإيراني.

ماذا بعد؟

مع تصاعد هذه المواجهة، تبدو استراتيجية “التعتيم” التي تعتمدها طهران على علمائها النوويين الناجين جزءاً من لعبة معقدة بين الظل والنور، حيث تسعى إيران للحفاظ على سرية قدراتها العلمية وسط تهديدات اغتيال متكررة، بينما تبقى أعين العدو تترصد كل تحرك في هذا الملف الذي لا يزال الأكثر إثارة للجدل في المنطقة والعالم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *