حملة تضليل ممنهجة من السودان.. كيف سقط الإعلام في الفخ؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر في 26 أكتوبر، انتشر على الإنترنت فيديو يظهر تهديد القوات لأم وأطفالها، محققًا أكثر من 13 مليون مشاهدة واعتُبر دليلاً على فظائع ارتكبتها القوات.

صور من الفضاء.. حقيقة أم خداع؟

تداول مستخدمو الإنترنت صورًا من الفضاء زُعم أنها تظهر بقع دماء كبيرة، لكنها تبين مفبركة أو قديمة بحسب تحقيقات “دويتش فيله” ومنصات أوروبية.

ويشير فولكر بيرتس إلى أن منصات التواصل الاجتماعي تحولت لساحة حرب تضليل، حيث تُنشر معلومات مضللة بشكل وحشي ويُلقي كل طرف اللوم على الآخر أو جهات دولية.

فخ الإعلام الكبير

قنوات فضائية ومواقع إخبارية كبرى نشرت مقطع الأم وأطفالها على أنه حقيقي، وانتشرت الفبركات عبر صفحات شخصيات مؤثرة على “إكس” و”إنستغرام” و”فيسبوك”، مما أثر على الرأي العام.

ويشير غيريت كورتز إلى أن التضليل الإعلامي من السودان يستهدف العالم الخارجي لمصالح القوى الأجنبية الاستراتيجية.

حملة تضليل ممنهجة

بدأت الأدلة تكشف حملة تضليل رافقت فرار الجيش والقوات المتحالفة من الفاشر قبل أسبوعين، حيث أكدت تحقيقات “دويتش فيله” و”فرانس برس” و”يوراسيا” أن الصور واللقطات المزعومة كدليل على “فظائع قوات الدعم السريع” كانت مفبركة أو مولدة بالذكاء الاصطناعي.

وأوضح محمد المختار محمد أن كثيرًا من المقاطع والصور المتداولة كانت مصممة لإثارة الغضب وصناعة حقائق بديلة، مدعومة بغرف الدعاية وشبكات التضليل لتحويل الحرب الداخلية إلى ما يشبه العدوان الخارجي.

من يقف وراء الفبركة؟

رغم صدمة انهيار الفاشر، تطرح الفبركات تساؤلات حول الجهة المسؤولة، إذ أشارت منصة “يوراسيا” إلى احتمال تورط القوات المسلحة والمجموعات المتحالفة لإخفاء الهزيمة إعلاميًا.

وأكد المحلل جيمس ويلسون أن الصور والمقاطع المفبركة ظهرت فور السيطرة على المدينة ووصفها الإعلام الأوروبي بأنها “مزيفة”.

ويرى أن نهاية الفاشر كانت متوقعة للقيادة العسكرية، فيما وصف دبلوماسي غربي مأساة المدينة بأنها متوقعة، واعتبر مراقبون الإعلام وسيلة لتخفيف أثر الصدمة، ووصف الكاتب برافين أونديتي سقوط الفاشر بأنه “هزيمة عسكرية وسياسية ورمزية كارثية”.

ماذا بعد؟

مع كشف الفبركات وانتشار التضليل الإعلامي حول أحداث الفاشر، يبرز تحدٍ كبير أمام وسائل الإعلام والمجتمع الدولي في التحقق من الأخبار والمحتوى الرقمي قبل تناقله.

ويظل السؤال الأكبر: كيف يمكن مواجهة الحملات الممنهجة لتزييف الحقائق في زمن تتسارع فيه المعلومات على منصات التواصل الاجتماعي؟

مراقبون يؤكدون أن الحملة التضليلية لن تتوقف بمجرد كشفها، ما يجعل الحاجة إلى أدوات وتقنيات متقدمة للتحقق من الصور والفيديوهات أمرًا حيويًا لضمان وصول الحقائق إلى الرأي العام.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *