ماذا حدث؟
أعلنت السلطات التركية عن توقيف 282 شخصًا في حملة أمنية واسعة تستهدف أعضاء ومؤيدي حزب العمال الكردستاني، وذلك في إطار جهود الحكومة لمكافحة الأنشطة الإرهابية في البلاد، وفقًا لما كشفه وزير الداخلية علي يرليكايا عبر منصة “إكس”. الحملة جرت في 51 مدينة، من بينها إسطنبول، أنقرة، وديار بكر، وهي من المناطق التي تشهد تواجدًا كثيفًا للأكراد في جنوب شرق البلاد.العملية جاءت على خلفية تطورات جديدة في مسار عملية السلام بين الحكومة التركية والمجموعات الكردية، التي تراجع نشاطها في السنوات الأخيرة. لكن الحملة الأمنية الحالية تأتي في وقت حساس، حيث استؤنفت محادثات السلام التي كانت قد توقفت لأكثر من عقد من الزمان.وفي أكتوبر الماضي، كان قد قدم حزب الحركة القومية دعوة للزعيم الكردي المسجون، عبدالله أوجلان، بالالتزام بوقف العنف في مقابل إمكانية الإفراج عنه. خطوة اعتبرت بمثابة تحول كبير في جهود تحقيق السلام بعد 40 عامًا من النزاع.
لماذا هذا مهم؟
تعتبر هذه الحملة الأمنية جزءًا من جهود الحكومة التركية لحماية أمن البلاد، حيث تهدف إلى تفكيك الشبكات الإرهابية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني. ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه النزاع الكردي تطورات مهمة، كما أن الحملة تأتي مع تجدد الآمال في التوصل إلى اتفاقيات سلمية بين الأطراف المتنازعة.التصعيد الأمني الأخير يثير القلق بين مؤيدي حزب الشعوب للعدالة والديمقراطية (ديم) المؤيد للأكراد، وعدد من الشخصيات اليسارية المتهمة بالارتباط بـ”الإرهاب”، وفقًا لبيان صادر عن مكتب المدعي العام في إسطنبول، حيث تم توقيف 52 شخصًا منهم حتى الآن.وأكد الحزب أن هذه الحملة تستهدف الأعضاء السياسيين والحركات اليسارية المتعاطفة مع القضية الكردية. وفي المقابل، دعت بعض القوى السياسية إلى الحوار السلمي لحل النزاع بشكل نهائي.
ماذا بعد؟
النزاع الكردي في تركيا لا يزال يشكل أحد أبرز التحديات السياسية والأمنية في البلاد. وبينما يأمل البعض في إمكانية التوصل إلى حل سلمي يوقف سنوات طويلة من العنف، إلا أن القلق يبقى حول تطور الأحداث. وفي هذا السياق، دعا حزب الحركة القومية أوجلان إلى التخلي عن العنف، وهو ما تدعمه الحكومة التركية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي أيد دعوة الحزب للسلام.وبينما تتصاعد الحملة الأمنية، يبقى السؤال الأكبر هو مدى جدية الجهود الحكومية في التوصل إلى حلول دائمة لإنهاء النزاع الذي أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا منذ بدايته.