ماذا حدث؟
في مقال له بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لثورة 25 يناير، نشر السياسي المصري الناصري حمدين صباحي نصًا بعنوان “نصيبي من الخطأ | مساهمة في النقد الذاتي”. واعتراف صباحي بخطاياه خلال مسيرة الثورة مثار جدل واسع، حيث قدم اعتذارًا صريحًا إلى الشعب المصري والشباب الذين شاركوا في الثورة، معلنًا أنه يتحمل المسؤولية عن بعض الأخطاء التي حدثت في مراحل مختلفة من الثورة.
أخطاء يعترف بها صباحي
وفي إطار نقده الذاتي، حدد صباحي خمسة أخطاء رئيسية ارتكبها خلال مسيرة الثورة، تتمثل في الفشل في تشكيل مجلس رئاسي مدني لإدارة المرحلة الانتقالية.بالإضافة إلى التراخي في التوافق على مرشح يمثل الثورة خلال انتخابات 2012، والعجز عن مواجهة بوادر الردة بعد 3 يوليو 2013.وأكد أيضا أنه أخطأ في ترشحه لانتخابات الرئاسة 2014، والذي وصفه البعض بأنه منح شرعية ضمنية للسلطة القائمة، والتقصير في بناء تنظيم سياسي قوي يعبر عن أهداف الثورة ويضمن استمراريتها.
لماذا هذا مهم؟
يأتي هذا الاعتذار في وقت تتصاعد فيه الأسئلة حول أسباب فشل الثورة وتطوراتها اللاحقة، حيث يثير التساؤلات حول دور الأحزاب السياسية في فشل عملية الانتقال الديمقراطي. كما أنه يعكس رغبة صباحي في تصحيح مسار الثورة والابتعاد عن أخطاء الماضي.
ما الذي يعنيه ذلك؟
يثير مقال حمدين صباحي تساؤلات حول أهداف هذا الاعتذار في هذا التوقيت تحديدًا، هل هو مراجعة صادقة تستهدف نقد الذات واستعادة ثقة الشارع؟ أم محاولة لإعادة تقديم نفسه كرمز سياسي قادر على قيادة المرحلة المقبلة؟صباحي نفسه أشار إلى أن الهدف من اعترافاته هو تحصين الثورة من تكرار الأخطاء، قائلًا: “النقد الذاتي ليس غاية في ذاته، بل وسيلة لإصلاح ما انكسر وتجديد الإيمان بضرورة الثورة وإمكانيتها”.
ماذا ترتب على ذلك؟
لاقت رسالة صباحي تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض.
الترحيب بالاعتذار
البعض وصفوا اعتذار حمدين بـ “الشجاعة” معتبرين أن النقد الذاتي خطوة نادرة في المشهد السياسي المصري.
الانتقاد والتشكيك
في المقابل، رأى البعض أن الاعتذار جاء متأخرًا ولا يعالج الأخطاء التي تسببت في انتكاسة الثورة. وانتقد آخرون غياب أي مقترحات عملية لاستعادة المسار الثوري، خاصة فيما يتعلق بمقترح “المجلس الرئاسي المدني”.كما حمله آخرون مسؤولية ما اعتبروه “تسليم الثورة” للجيش عبر جبهة الإنقاذ الوطني، التي كانت صباحي أحد أبرز رموزها.