حماس في مأزق.. كيف انقلبت الأوضاع ضدها في غزة؟

حماس في مأزق.. كيف انقلبت الأوضاع ضدها في غزة؟

ماذا حدث؟

تواجه حركة حماس أزمة غير مسبوقة في غزة، كما أوردت رويترز في 27 يونيو 2025، نتيجة الضغط العسكري الإسرائيلي المستمر، وتمرد عشائر محلية، وتراجع دعم إيران.

فقدت الحركة معظم قادتها العسكريين وجزءًا كبيرًا من شبكة الأنفاق، مما أضعف سيطرتها.

مقاتلوها يعملون بشكل مستقل بأوامر بالصمود، لكنهم يواجهون تحديات من عشائر مثل أبو شباب في رفح، التي تدعمها إسرائيل علنًا لمواجهة حماس.

هذه العشيرة، التي تنظم دخول المساعدات عبر كرم أبو سالم، متهمة بالتعاون مع إسرائيل، رغم نفيها ذلك.

الأزمة الإنسانية، مع نقص حاد في الغذاء والوقود، زادت من انتقادات السكان لحماس، التي تسعى لوقف إطلاق النار لإعادة تنظيم صفوفها وقمع العناصر المتمردة.

الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، التي انتهت بهدنة في يونيو 2025، أضعفت إيران، مما قلّص تمويلها وخبراتها لحماس، خاصة بعد مقتل ضابط الحرس الثوري سعيد إيزدي، المنسق مع الحركة.

لماذا هذا مهم؟

حماس، التي سيطرت على غزة منذ 2007، تواجه خطر الإبادة عسكريًا وسياسيًا، فقد خسرت أكثر من 20,000 مقاتل، وفق تقديرات إسرائيلية، وتقلصت قيادتها المركزية، مما جعلها تعتمد على هجمات مباغتة محدودة.

تمرد عشائر مثل أبو شباب، التي يقودها ياسر أبو شباب، يهدد سلطتها، خاصة أن إسرائيل تزودها بالأسلحة لتأمين المساعدات، مما يثير اتهامات بالتعاون.

تراجع الدعم الإيراني، بعد ضربات إسرائيل على منشآتها النووية، يحد من قدرات حماس على إطلاق الصواريخ وتنفيذ هجمات معقدة.

الأزمة الإنسانية، التي أودت بحياة أكثر من 56,000 فلسطيني، زادت من استياء السكان، خاصة مع نهب المساعدات.

رغم أن حماس استعادت بعض السيطرة بمهاجمة لصوص المساعدات، لكن محللون يرون أن صعود هذه العشائر يعكس ضعفها، وإنها ستبقى تهديدًا حتى يتم التعامل معها.

ماذا بعد؟

حماس بحاجة ماسة إلى هدنة، ولو مؤقتة، لإعادة تنظيم قواتها وقمع العشائر المتمردة، لكن شروط نتنياهو- مثل طرد قادتها- تُعتبر هزيمة كاملة ترفضها الحركة.

الضغط الدولي لوقف إطلاق النار قد يمنحها فرصة لاستعادة النفوذ، خاصة مع استمرار المفاوضات في قطر، لكن إسرائيل قد تعيد تركيزها على غزة بعد هدنتها مع إيران.

يقول مراقبون إنه يجب على حماس مواجهة تهديد أبو شباب، الذي يحاول بناء إدارة مستقلة في رفح، مما قد يشجع عشائر أخرى على التمرد.

المجتمع الدولي، بقيادة الأمم المتحدة، يحتاج إلى ضمان وصول المساعدات دون نهب، ودعم حل سياسي يشمل إطلاق الرهائن (50 متبقين) مقابل إفراج عن سجناء فلسطينيين وانسحاب إسرائيلي.

إذا فشلت المفاوضات، قد تتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، مما يزيد من الدمار ويهدد وجود حماس.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *