حماس على مفترق طرق.. ما المسلك الذي ستختار؟

حماس على مفترق طرق.. ما المسلك الذي ستختار؟

ماذا حدث؟

منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أطلقته حماس تحت اسم “طوفان الأقصى”، تغيرت الجماعة بشكل جذري.

القيادة التاريخية في غزة، بقيادة يحيى السنوار ومحمد الضيف، التي خططت للهجوم دون إشراك قادة حماس في الخارج مثل إسماعيل هنية أو تنسيق كامل مع إيران وحزب الله، لم تعد موجودة بعد مقتل معظم قادتها.

الهجوم، رغم نجاحه الأولي في إلحاق خسائر بإسرائيل واختطاف 255 رهينة، فشل في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، مثل إشعال انتفاضة في الضفة الغربية أو إشراك محور المقاومة الإيراني بشكل كامل.

اليوم، تواجه حماس انقسامًا داخليًا حادًا بين تيار “البراغماتيين” بقيادة خالد مشعل، الذي يدعو إلى الابتعاد عن إيران والعودة إلى الحضن العربي، وتيار “المتشددين” بقيادة خليل الحية، الذي يراهن على ورقة الرهائن للحفاظ على سيطرة حماس على غزة.

هذا الانقسام يعيق المفاوضات مع إسرائيل حول الرهائن ووقف إطلاق النار، حيث تتباين المواقف بين قبول انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي أو الإصرار على انسحاب كامل.

لماذا هذا مهم؟

حماس عند مفترق طرق تاريخي بعد انهيار هيكلها القيادي وتراجع نفوذ إيران وحزب الله، اللذين كانا داعمين رئيسيين.

الهجوم على إسرائيل كشف عن سوء تقدير استراتيجي من السنوار والضيف، حيث لم ينضم “محور المقاومة” كما كان متوقعًا، مما سمح لإسرائيل بتدمير قدرات حماس العسكرية والبنية التحتية في غزة.

الخلاف الداخلي يعكس صراعًا بين خيارين: إما التخلي عن الحكم في غزة والتحول إلى حزب سياسي ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، كما يقترح مشعل، أو التمسك بالسلطة عبر الرهائن والدعم الخارجي من قطر وتركيا، كما يدافع الحية.

هذا الخلاف يؤثر على قدرة حماس على إعادة بناء غزة، حيث يعاني مليونا نسمة من الفقر والتشريد، وسط نفور شعبي متزايد من الحركة.

كما يعقد العلاقات مع الدول العربية، خاصة مصر والسعودية، التي تشترط نزع سلاح حماس لدعم إعادة الإعمار.

المسار الذي ستختاره حماس سيحدد دورها المستقبلي في الساحة الفلسطينية وعلاقاتها الإقليمية.

ماذا بعد؟

حماس تواجه خيارين صعبين، فخيار مشعل يتطلب تنازلات كبرى، مثل التخلي عن السلاح والحكم في غزة والعودة إلى منظمة التحرير، مما قد يعيد دمجها في النظام السياسي الفلسطيني ويفتح أبواب الدعم العربي، لكنه يهدد هويتها كحركة مقاومة.

أما خيار الحية يراهن على استمرار الصراع مع إسرائيل والحفاظ على السيطرة، لكنه يعتمد على دعم مالي محدود من قطر وتركيا، مع مخاطر استمرار العزلة الدولية وتدهور الأوضاع في غزة.

التحديات تشمل ضعف التماسك الداخلي، نفور الشعب الفلسطيني، والضغوط الإسرائيلية والدولية، والفرص تكمن في إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية تمنح حماس دورًا في مستقبل فلسطين، لكن ذلك يتطلب قرارًا جريئًا قد يغير طبيعتها.

على المدى القصير، ستستمر المفاوضات المتعثرة حول الرهائن، بينما ستحدد نتائج الصراع الداخلي ما إذا كانت حماس ستتحول إلى حزب سياسي أم تستمر كجماعة مسلحة معزولة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *