ماذا حدث؟
في سباق الجمال العالمي الذي تستضيفه العاصمة التايلاندية بانكوك، تحوّلت مسابقة ملكة جمال الكون 2025 إلى ساحة صراع غير متوقع، لكنها شديدة الإثارة.
لم تكن الأنظار متجهة نحو التتويج فحسب، بل رصدت لحظة درامية جمعت ممثلتَي فلسطين وإسرائيل جنباً إلى جنب على المسرح، وهي اللحظة التي أشعلت منصات التواصل الاجتماعي وأثارت عاصفة من التكهنات حول الأبعاد السياسية للحدث.
لقاء “العيون الحادة” يُفجر الجدل
الواقعة المحورية تمثلت في مقطع فيديو قصير، انتشر كالنار في الهشيم، يُظهر وقوف المتسابقتين، نادين أيوب (ملكة جمال فلسطين) وميلاني شيراز (ملكة جمال إسرائيل)، بشكل متلاصق خلال العرض.
ما ضاعف من حدة المشهد هو نظرة ملكة جمال إسرائيل التي وُصفت بأنها “حادّة” وموجهة بشكل مباشر نحو نظيرتها الفلسطينية فور استدارتها، مما خلق توتراً ملموساً أمام الكاميرات.
هذه النظرة السريعة، التي التقطتها عدسات المصورين، كانت كافية لتحويل اللحظة العادية إلى سيناريو عدائي على الإنترنت، حيث تفاعل النشطاء بعنف مع الفيديو، مشيرين إلى أن هذا الوقوف كان “عمداً” وربطوا النظرة بالخلفية السياسية للصراع الإقليمي.
شيراز تنفي التوتر وتتهم بتشويه الواقع
في المقابل، سارعت ملكة جمال إسرائيل، ميلاني شيراز، إلى نفي أي سوء نية وراء نظرتها. وفي محاولة لتهدئة الجدل، نشرت شيراز توضيحاً عبر حسابها على “إنستغرام”، أكدت فيه أن حركتها كانت طبيعية تماماً.
وصرحت بأنها “كانت تنظر ببساطة نحو المتسابقات الأخريات أثناء صعودهن إلى المسرح”، وفقاً لما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيلوشددت شيراز على أن تحويل المواقف الروتينية إلى “سيناريوهات عدائية مصطنعة” يهدف فقط إلى تشويه الواقع، محاولة بذلك فصل الأبعاد الشخصية عن التوترات الجيوسياسية.
ماذا بعد؟
على الرغم من نفي المتسابقة الإسرائيلية، ظلت الشكوك قائمة بين صفوف المتابعين والمعلقين.
تزايدت التساؤلات حول ما إذا كانت اللجنة المنظمة لمسابقة ملكة جمال الكون قد تعمدت ترتيب وقوف ملكتي الجمال بهذه الطريقة المستفزة، سعياً وراء هدف واضح: إثارة الجدل وزيادة التفاعل الإعلامي والرقمي مع الحدث الضخم.
ويُذكر أن بانكوك تحتضن فعاليات النسخة الـ 74 من المسابقة بمشاركة أكثر من 130 متسابقة عالمية، وتُنتظر ليلة التتويج النهائية المقررة في 21 نوفمبر الجاري.
لكن المؤكد أن هذا الصدام الصامت بين ملكتي الجمال قد نجح بالفعل في خطف الأضواء وتحويل جزء من الأنظار عن المنافسة الجمالية إلى الدراما السياسية المشتعلة.