جولة ترامب الخليجية.. لماذا تثير القلق في إسرائيل؟

جولة ترامب الخليجية

ماذا حدث؟

يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة خليجية تشمل السعودية، وقطر، والإمارات، دون دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة أثارت قلق إسرائيل.

تركز الزيارة على تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية، مع صفقات تجارية بمليارات الدولارات، بما في ذلك مبيعات أسلحة واستثمارات خليجية في الولايات المتحدة، إلى جانب إمكانية إنشاء تحالف أمني أمريكي-سعودي.

تتزامن الجولة مع مفاوضات أمريكية-إيرانية حول البرنامج النووي، وهي خطوة عارضها نتنياهو بشدة.

كما أعلن ترامب وقف الضربات على الحوثيين في اليمن بعد هجومهم على مطار تل أبيب، دون تنسيق مع إسرائيل، وتفاوض مع حماس لإطلاق سراح الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، متجاهلاً نتنياهو.

تثير هذه الخطوات مخاوف إسرائيل من تراجع أولويتها لدى واشنطن، خاصة مع تقارير عن تخلي الولايات المتحدة عن شرط تطبيع السعودية مع إسرائيل لدعم برنامج نووي مدني سعودي.

لماذا هذا مهم؟

تُبرز جولة ترامب تباينًا متزايدًا بين أولوياته ومصالح حكومة نتنياهو:

أولاً، سعي ترامب لاتفاق نووي مع إيران، على عكس موقفه في ولايته الأولى، يناقض موقف نتنياهو المتشدد ضد طهران، الذي بنى عليه مسيرته السياسية.

ثانيًا، قرارات ترامب المستقلة، مثل التهدئة مع الحوثيين ومفاوضات حماس، تُظهر انفصالًا عن المصالح الأمنية الإسرائيلية، مما أثار “إحراجًا” في تل أبيب.

ثالثًا، إسقاط شرط التطبيع السعودي-الإسرائيلي يُضعف آمال نتنياهو في توسيع اتفاقيات إبراهيم، خاصة بعد موقف الرياض الجديد الذي يربط التطبيع بإقامة دولة فلسطينية، وهو أمر ترفضه حكومته اليمينية.

يرى المحلل إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكي، أن هذه التحركات تعكس تحولًا استراتيجيًا أمريكيًا نحو مراكز القوى الخليجية، مع تراجع التنسيق مع إسرائيل في ملفات مثل إيران واليمن.

داخليًا، يواجه نتنياهو ضغوطًا بسبب استمرار حرب غزة، انقسامات سياسية، وتراجع الدعم الدولي، مما يحد من قدرته على التأثير على قرارات ترامب.

ومع ذلك، تظل أسس التحالف الأمريكي-الإسرائيلي قوية، لكن “مساحة رمادية” تتسع بسبب اختلاف الأولويات.

ماذا بعد؟

قد تُوسع جولة ترامب الفجوة بين واشنطن وتل أبيب إذا استمرت السياسات الأمريكية في تجاوز مصالح إسرائيل.

كما أن استمرار المفاوضات مع إيران قد يدفع نتنياهو لتصعيد عسكري ضد الحوثيين أو أهداف إيرانية لإثبات موقفه، مما يعقد جهود ترامب لتحقيق استقرار إقليمي يدعم صفقاته الاقتصادية.

ويصعب رفض إسرائيل لحل الدولتين التطبيع مع السعودية، مما يعزز عزلة تل أبيب إقليميًا.

داخليًا، قد يواجه نتنياهو انتقادات متزايدة إذا أخفقت عملياته في غزة أو فشل في إعادة الرهائن، مما يهدد استقرار ائتلافه.

من جانب ترامب، قد يحاول طمأنة إسرائيل بتأكيدات دبلوماسية، كما فعل السفير مايك هاكابي، لكن سياساته غير المتوقعة قد تُبقي العلاقة في حالة “فوضى”، كما وصفها مسؤول إسرائيلي.

لتخفيف التوتر، يتعين على إسرائيل إعادة تقييم استراتيجيتها في غزة والتفاوض مع الفلسطينيين، بينما تحتاج واشنطن إلى تنسيق أوثق مع تل أبيب للحفاظ على التحالف الاستراتيجي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *