توطين صناعة الأسلحة.. دول الخليج تبدأ عصر القوة

توطين صناعة الأسلحة.. دول الخليج تبدأ عصر القوة

ماذا حدث؟

في نوفمبر 2025، كشفت الإمارات في معرض دبي للطيران عن طائرة “بدر 250″، وهي أول طائرة دفاعية متوسطة الحجم تُصنع بالكامل داخل بيئة خليجية، مما يُمثل قفزة نوعية في توطين الصناعات الدفاعية.

السعودية رفعت نسبة التوطين من 19.35% في 2024 إلى هدف 50% بحلول 2030، وأطلقت 74 فرصة استثمارية عبر الهيئة العامة للصناعات العسكرية.

مجموعة EDGE الإماراتية زادت إنتاجها من 30 منتجاً إلى 201 في خمس سنوات، بينما أسست قطر Barzan Holdings لتطوير الذخائر والأنظمة المضادة للطائرات المسيرة، وأنشأت البحرين مؤسسة MIDWI في 2022، وعُمان تُطور شراكات مع Aselsan التركية.

رغم ذلك، وقّعت السعودية في مايو 2025 صفقة أسلحة مع أمريكا بـ142 مليار دولار، والإمارات صفقات ذخائر ومروحيات بمليارات، مما يؤكد الاعتماد المزدوج على التصنيع المحلي والاستيراد المتقدم.

لماذا هذا مهم؟

يُشكل توطين الصناعات الدفاعية تحولاً استراتيجياً يُحوّل دول الخليج من مستهلكين كبار للسلاح إلى منتجين يمتلكون المعرفة والقيمة المضافة.

السعودية تخصص 78 مليار دولار سنوياً (7.1% من الناتج المحلي)، مما يُقلل الاعتماد على تقلّبات التحالفات الدولية في منطقة مضطربة تواجه تهديدات من إيران والحوثيين.

التوطين يخلق عشرات آلاف الوظائف عالية المهارة، يُحوّل الإنفاق العسكري إلى استثمار اقتصادي، ويُعزز السيادة التقنية في مجالات الطائرات المسيرة والذخائر الذكية والأمن السيبراني.

في الوقت نفسه، الصفقات الخارجية الكبرى تُلزم الشركات الأجنبية بنقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر، مما يُسرّع التوطين دون التضحية بالجاهزية الفورية.

هذا النهج المزدوج يُثبت أن الأمن لم يعد شراء أسلحة فقط، بل امتلاك القدرة على صنعها وصيانتها وتطويرها.

ماذا بعد؟

بحلول 2030، ستُحقق السعودية والإمارات نسب توطين تتجاوز 50% في الذخائر والطائرات المسيرة والأنظمة الإلكترونية، مع تصدير منتجات مثل “بدر 250” إلى دول صديقة.

قطر والبحرين وعُمان ستُسرّعان خطواتهما عبر شراكات دولية، بينما الكويت ستدخل المجال بقوة بعد 2027.

على المدى المتوسط، ستظهر شركات خليجية عملاقة تُنافس في سلاسل التوريد العالمية، خاصة في الحروب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي العسكري.

الصفقات الخارجية ستستمر للمقاتلات والدبابات الثقيلة، لكن بنسب توطين أعلى في الصيانة والدعم اللوجستي.

في النهاية، ستُصبح دول الخليج لاعباً إقليمياً لا يُمكن تجاهله في سوق السلاح العالمي، يمتلك القدرة على الدفاع عن نفسه وتصدير الأمن بدلاً من استيراده فقط.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *