كتب – ياسين أبو العز
ماذا حدث؟
أثار تقرير صحيفة “إسرائيل هيوم” حول اقتراح تقسيم سوريا إلى “كانتونات” للأقليات، مثل الدروز والأكراد، جدلاً واسعًا. ورغم نفي إسرائيل نيتها التواجد الدائم، يرى مراقبون أن تحركاتها تهدف إلى تعزيز النفوذ الأمني والجيوسياسي، وهو ما أكده وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتصريح عن ضرورة حماية الأقليات وتحقيق الاستقرار، بينما تحمل هذه التصريحات أبعادًا أعمق تتعلق بتوازن القوى في المنطقة.
الأقليات في سوريا.. من هم؟
تضم سوريا عدة أقليات دينية وعرقية، من أبرزها:
الدروز: يتركزون في جنوب سوريا، خاصة في محافظة السويداء.
الأكراد: يعيشون في شمال وشرق سوريا، خاصة في مناطق الحسكة والقامشلي.
المسيحيون: ينتشرون في مختلف المدن السورية، أبرزها دمشق وحلب وحمص.
الإيزيديون: يتمركزون في مناطق محدودة في شمال شرق البلاد.
كيف يؤثر هذا الطرح على المشهد السوري؟
يمثل تقسيم سوريا تطورًا خطيرًا قد يعيد تشكيل المشهد السياسي، حيث تسعى إسرائيل لتحويل الدروز قرب الجولان المحتل إلى حليف استراتيجي في الجنوب. كما أن دعم تل أبيب للأكراد يهدف لموازنة النفوذ الإيراني والتركي، مع ضمان السيطرة على موارد مائية استراتيجية مثل نهر اليرموك.
تحديات تواجه الخطة الإسرائيلية
المعارضة الإقليمية
الدول العربية، خاصة السعودية ومصر، أكدت مرارًا على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا.تركيا تعتبر دعم إسرائيل للأكراد تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وقد تصعد تحركاتها العسكرية شمال سوريا.
المقاومة الداخلية
السوريون من مختلف الطوائف يرون في هذه الخطة تهديدًا لوحدة أراضيهم، وهو ما قد يدفعهم لمزيد من التكاتف ضدها.
النفوذ الإيراني
إيران، الحليف الأبرز للنظام السوري، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تحركات إسرائيل، خاصة في المناطق الجنوبية القريبة من الجولان.
الرسائل السياسية من المقترحات الإسرائيلية
حماية الأقليات أم تعزيز النفوذ؟
إسرائيل تروج لفكرة الحماية الإنسانية، لكنها تهدف فعليًا إلى تأمين حدودها الشمالية وتوسيع نفوذها الأمني داخل سوريا.
مواجهة النفوذ الإيراني
ترى إسرائيل أن أي وجود إيراني قرب الجولان يمثل تهديدًا مباشرًا، والخطة تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة تقلص النفوذ الإيراني.
رسالة لأنقرة
رغم إدراك إسرائيل لحساسية موقف تركيا تجاه الأكراد، فإن دعمها لهم يحمل إشارة إلى استعدادها للتصعيد إذا اقتضت المصالح.
كيف سيتطور المشهد؟
مع تصاعد التوترات الإقليمية، يبقى مستقبل هذه الطروحات مرهونًا بتطورات الساحة السورية، ولكن الرفض الشعبي والإقليمي يجعل تنفيذ الخطة صعبًا على المدى القريب.
ما مصير الأقليات السورية؟
رغم الحديث عن الحماية، تبقى الأقليات ضحية صراعات إقليمية ودولية تسعى لاستغلال وجودها لتحقيق مكاسب سياسية.