تقارب جزائري-أميركي يشعل فتيل التوتر مع فرنسا.. هل انتهى زمن النفوذ الفرنسي؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في تحول استراتيجي لافت، يشهد المشهد الدولي توتراً متصاعداً بين الجزائر وفرنسا على وقع تقارب متزايد بين الجزائر والولايات المتحدة، الأمر الذي أثار موجة من التساؤلات حول مستقبل النفوذ الفرنسي في المنطقة. ففي وقت ترحب فيه دوائر سياسية بتعزيز التعاون الجزائري-الأميركي، تسود في باريس حالة من الارتباك والقلق، حيث تُقرأ هذه التحولات على أنها إزاحة تدريجية للدور الفرنسي لصالح واشنطن.

السفير يكشف المستور: “السماء هي الحد الأقصى”

وجاءت الشرارة الأولى عندما التقى السفير الجزائري في واشنطن، صبري بوقادوم، بعدد من الصحافيين، كاشفًا عن نوايا بلاده في تعميق الشراكة مع الولايات المتحدة، خصوصًا في المجالين العسكري والاستخباراتي. وكان تصريحه بأن “السماء هي الحد الأقصى” في مجال التعاون العسكري بمثابة إعلان غير مباشر عن تحوّل استراتيجي قد يغير موازين القوى في المنطقة.وأوضح بوقادوم أن الجزائر وواشنطن تعملان على تشكيل ثلاث مجموعات عمل جديدة، تتضمن التعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية البحرية، وصفقات السلاح، ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. وكشف عن نوايا الجزائر في تعزيز حضورها التكنولوجي عبر استضافة مراكز بيانات بأسعار تنافسية، إضافة إلى الاستثمار في المعادن الاستراتيجية مثل الليثيوم، مما قد يجعلها لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة النظيفة العالمية.

لماذا هذا مهم؟

أثارت التصريحات استياء الأوساط السياسية في باريس، التي رأت أن واشنطن تستغل توتر العلاقات الجزائرية-الفرنسية لتعزيز نفوذها. فبينما تتجه أميركا لشراكة استراتيجية مع الجزائر، تتدهور علاقات الأخيرة مع فرنسا، ما يثير مخاوف فقدانها كحليف تاريخي. وخلال جلسة برلمانية ساخنة، انتقد النائب ستيفان بو التصعيد مع الجزائر، محذرًا من أنه يمنح فرصًا للاعبين جدد، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

رهانات خاطئة.. وتهدئة رئاسية

عند عودة ترامب للبيت الأبيض، سادت تكهنات بتوتر العلاقات الأميركية-الجزائرية بسبب موقفه من الصحراء الغربية وتعيين ماركو روبيو وزيرًا للخارجية. لكن الإدارة الأميركية فاجأت باريس بتركيزها على تعزيز التعاون مع الجزائر، متجاهلة التحفظات السابقة. وفي المقابل، سعى تبون لتهدئة التوتر مع فرنسا، مؤكدًا أن الخلافات مع ماكرون “مبالغ فيها” والعلاقات قائمة على الاحترام المتبادل.

ماذا بعد؟

لم تعد الجزائر تعتبر فرنسا حليفها الاستراتيجي الوحيد، بل تسعى لتنويع شركائها مستغلة تنافس القوى الكبرى في شمال أفريقيا. وبينما تعزز واشنطن وجودها عبر اتفاقات عسكرية واقتصادية، تواجه باريس تراجع نفوذها. فهل انتهى زمن هيمنة فرنسا، أم أنها ستعيد ترتيب أوراقها؟.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *