ماذا حدث؟
في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية ضخمة على الواردات من 180 دولة ومنطقة، مؤكدًا أن الهدف هو “حماية الاقتصاد الأمريكي” ومحاسبة الدول التي تتبع سياسات تجارية غير عادلة.
الصين في مرمى النيران.. وارتفاع الرسوم يثير قلق العالم
وأوضح ترامب أن الرسوم المفروضة ستتراوح بين 10% و50%، حيث جاءت الصين في مقدمة الدول المتضررة بنسبة 34%، تليها اليابان بـ24%، ثم الاتحاد الأوروبي بنسبة 20%. أما الهند، التي وصفها ترامب بأنها “لا تعاملنا بإنصاف”، فقد فُرضت عليها رسوم بنسبة 26%، فيما سجلت ليسوتو النسبة الأعلى بـ50%.وأشار ترامب إلى أن هذه الرسوم ليست مجرد عقوبات، بل تهدف إلى خلق توازن تجاري وتقليص العجز الاقتصادي الذي وصل إلى 1.2 تريليون دولار العام الماضي، وهو ما وصفه بـ”الرقم القياسي غير المقبول”.
لماذا هذا مهم؟
لم تمر الإجراءات الأمريكية دون رد، حيث أعلنت عدة دول عن نيتها اتخاذ تدابير انتقامية، محذرة من احتمال اندلاع حرب تجارية عالمية. والصين، الاتحاد الأوروبي، واليابان من بين الدول التي هددت بالرد، فيما وصف رئيس الوزراء الكندي مارك كارني القرارات بأنها “ستغير النظام التجاري العالمي”. اقتصاديًا، تسببت تصريحات ترامب في اضطراب الأسواق المالية، حيث تراجع مؤشر داو جونز بأكثر من 900 نقطة، وخسر مؤشر ناسداك 4.28%، مع انخفاض أسهم شركات كبرى مثل آبل ونايكي وول مارت.وبحسب المحللين، فإن فرض هذه الرسوم قد يرفع تكاليف المعيشة في الولايات المتحدة، مما ينعكس على أسعار المستهلكين الأمريكيين.
تهديدات جديدة من البيت الأبيض
ولم يكتفِ ترامب بالإجراءات الحالية، بل لمح إلى إمكانية فرض رسوم إضافية على قطاعات مثل أشباه الموصلات والأدوية والمعادن الأساسية، مما يزيد المخاوف من تفاقم التوترات الاقتصادية العالمية.وفي المقابل، دعا وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، الدول المتضررة إلى “التريث وعدم التصرف بتهور”، مؤكدًا أن واشنطن لا تسعى إلى التصعيد، بل إلى تحقيق العدالة التجارية.
الشركات الأمريكية تدق ناقوس الخطر
وداخليًا، أبدت الشركات الأمريكية قلقها من التداعيات المحتملة، حيث حذر مصنعون كبار في قطاعي الغذاء والصناعات التحويلية من ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما قد يدفع بعض الشركات إلى رفع الأسعار أو حتى تسريح العمال.
ماذا بعد؟
ويبقى السؤال الأبرز، هل ستؤدي هذه الحرب التجارية إلى تعزيز الاقتصاد الأمريكي كما يدّعي ترامب، أم أنها ستفتح الباب أمام أزمة اقتصادية عالمية؟