تصريح ناري من وزير الدفاع الإسرائيلي: “الدولة الفلسطينية خارج الحسابات”

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في موقف وصفه مراقبون بأنه الأكثر حدّة منذ بداية النقاشات الدولية حول مستقبل غزة، أدلى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، بتصريحات حاسمة أكد فيها أن تل أبيب لا ترى أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية في المرحلة المقبلة، مشدداً على أن السياسة الإسرائيلية “واضحة ولا تقبل التأويل”.

وجاء تصريح كاتس ليعزز الموقف الحكومي الرافض لأي مسار سياسي يؤدي إلى حل الدولتين، بالتزامن مع تصاعد الضغوط الدبلوماسية داخل مجلس الأمن بشأن مستقبل القطاع بعد الحرب.

نزع سلاح غزة.. خطة متعددة المستويات

وبحسب ما قاله كاتس، فإن غزة سيتم نزع سلاحها بشكل كامل، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي سيتولى عملية “تفكيك قدرات حماس” في المناطق التي وصفها بـ“الجانب الأصفر”، بينما قد تتولى قوة دولية – أو الجيش الإسرائيلي نفسه – عملية نزع السلاح داخل ما أسماه “قطاع غزة القديم”.

لأول مرة.. ذكر الدولة الفلسطينية داخل مسودة قرار أممي

وفي تطور لافت، برز لأول مرة خلال الأيام الماضية ذكر صريح لفكرة الدولة الفلسطينية داخل المسودة المقدَّمة إلى مجلس الأمن بشأن القوة الأمنية الدولية المقترح نشرها في قطاع غزة، وفق وثيقة اطّلعت عليها وكالة “فرانس برس”.

شروط أممية لمسار تقرير المصير الفلسطيني

وتشير المسودة الأممية إلى أنه، ومع استكمال “إصلاحات السلطة الفلسطينية” وتحقيق تقدم في إعادة إعمار غزة، قد تتوفر “ظروف تتيح مساراً موثوقاً نحو تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية”.

كما تتضمن المسودة بنداً جديداً يؤكد أن الولايات المتحدة ستطلق حواراً مباشراً بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف الوصول إلى “أفق سياسي للتعايش السلمي والمزدهر”، وهي صياغة مشابهة لما ورد سابقاً في الخطة الأميركية الخاصة بغزة، إلا أن الجديد اليوم هو ورود مصطلح الدولة الفلسطينية داخل نص القرار الأساسي وليس في الملاحق.

لماذا هذا مهم؟

وتأتي تصريحات كاتس كردّ مباشر – وبلهجة تتسم بالتصعيد – على ما اعتبرته إسرائيل محاولة دولية لإعادة طرح الدولة الفلسطينية كجزء من ترتيبات ما بعد الحرب، في وقت تصرّ فيه الحكومة الإسرائيلية على تثبيت رؤيتها الأمنية دون أي التزامات سياسية موازية.

ماذا بعد؟

تثير التصريحات الإسرائيلية والمسودة الجديدة لمجلس الأمن تساؤلات حول المرحلة المقبلة، وسط تحركات دولية لإعادة تشكيل مستقبل غزة وربطه بمسار سياسي للفلسطينيين. وبينما تطرح المسودة إمكانية التقدم نحو تقرير المصير بعد الإصلاحات وإعادة الإعمار، يواصل الجانب الإسرائيلي رفضه القاطع لفكرة الدولة الفلسطينية.

وهكذا يبقى المشهد بين ضغوط دولية متصاعدة وموقف إسرائيلي متشدد، ما يجعل الفترة القادمة حاسمة في تحديد ترتيبات غزة ودور الأطراف المختلفة فيها.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *