ماذا حدث؟
في تصعيد أمني خطير يعكس عودة نشاط تنظيم “داعش” إلى الواجهة، نفذت خلايا تابعة للتنظيم هجومين متزامنين استهدفا مواقع أمنية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، وأسفر عن سقوط قتلى في صفوف المهاجمين، بحسب معلومات أولية.
تفاصيل العمليات في ذيبان والمنطقة الشرقية
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ هجوم بالأسلحة الرشاشة على نقطة عسكرية لـ”قسد” في بلدة ذيبان، وآخر استهدف حاجزًا لـ”الأسايش” بين الشحيل والبصيرة شرق دير الزور، دون تسجيل خسائر بشرية في الهجوم الثاني حتى الآن. ويرى مراقبون أن التصعيد يعكس تنامي التهديدات الأمنية في مناطق “قسد” بعد فترة من الهدوء النسبي.
توقيت مريب.. بعد مقتل قيادي بارز للتنظيم
تزامنت الهجمات مع إعلان مقتل القيادي البارز في “داعش” ضياء زوبع مصلح الحرداني واثنين من أبنائه، خلال عملية نفذتها “سنتكوم” في محافظة حلب، ما يضيف بُعدًا لافتًا لتوقيت التصعيد.
وأكدت القيادة الأمريكية أن الغارة استهدفت الحرداني وابنيه عبد الله وعبد الرحمن، ضمن جهودها لملاحقة فلول التنظيم.
تعليق أمريكي: لا ملاذ آمن لإرهابيي داعش
الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، علق على العملية بالقول: “سنواصل ملاحقة إرهابيي داعش بلا هوادة، أينما وجدوا. فهم ليسوا بأمان لا في أماكن نومهم ولا في أعمالهم، وسنقضي عليهم بالتعاون مع شركائنا وحلفائنا”.
لماذا هذا مهم؟
وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه “داعش” نشاطه داخل مناطق سيطرة “قسد”، حيث وثق المرصد السوري 134 عملية منذ بداية عام 2025، تنوعت بين هجمات مسلحة وتفجيرات وعمليات استهداف.
حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى
وبحسب إحصائيات المرصد، فقد أسفرت تلك العمليات عن مقتل 52 شخصًا، بينهم 35 من عناصر “قسد” والقوات المتحالفة معها، و9 مدنيين، بالإضافة إلى 8 من عناصر التنظيم.
وتمركزت العمليات في محافظات الشمال الشرقي على النحو التالي:
دير الزور: 114 عملية، خلّفت 22 قتيلاً من العسكريين، و3 من عناصر “داعش”، و9 مدنيين، إلى جانب إصابة 27 آخرين.
الحسكة: 12 عملية، أسفرت عن مقتل 12 شخصًا، من ضمنهم 4 من عناصر “داعش”، و7 من قوى الأمن الداخلي، وعنصر واحد من “قسد”، بالإضافة إلى إصابتين.
الرقة: 8 عمليات، أسفرت عن مقتل 5 عناصر عسكريين (منهم عنصر من “قسد” وآخر من “الأسايش”)، إلى جانب مقتل عنصر من التنظيم، وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة.
ماذا بعد؟
عودة “داعش” إلى تنفيذ عمليات نوعية ومركزة في شرق سوريا يعيد إلى الأذهان خطر تمدده مجددًا، رغم الضربات المتلاحقة التي يتلقاها من التحالف الدولي والقوات المحلية، وسط تساؤلات متزايدة حول قدرة “قسد” على ضبط الأوضاع في مناطق نفوذها، في ظل استمرار هجمات التنظيم بشكل متكرر ومتصاعد.