ماذا حدث؟
في خطوة مفاجئة قد تعيد رسم خريطة العلاقات الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم الجمعة، أن الولايات المتحدة ستقيم علاقات مع كوريا الشمالية وزعيمها كيم جونغ أون، مشيرًا إلى العلاقة الشخصية التي تربطه بالزعيم الكوري رغم التوترات المستمرة في المنطقة.
ترامب، الذي سبق أن التقى بكيم جونغ أون في قمتي سنغافورة (2018) وهانوي (2019)، وصف العلاقة التي جمعته بالزعيم الكوري بأنها كانت “جيدة للغاية” مؤكدًا أن ذلك “أمر إيجابي وليس سلبيًا”.
ومع ذلك، لم تثمر تلك اللقاءات عن تحقيق الهدف الرئيسي الذي سعت إليه واشنطن وهو نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن كيم كان يبعث له بـ”رسائل حب”، في إشارة إلى تبادل الخطابات بينهما خلال فترة ولايته الأولى، وهو ما يراه ترامب دليلًا على عمق التفاهم بينهما.
واستذكر ترامب لحظة تاريخية في ولايته الأولى، حين أصبح أول رئيس أمريكي تطأ قدمه أراضي كوريا الشمالية عبر المنطقة المنزوعة السلاح في عام 2019، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة كانت رمزًا للتواصل المباشر مع بيونغ يانغ.
لماذا هذا مهم؟
من جانبه، رحّب رئيس الوزراء الياباني، شينغيرو إيشيبا، بموقف ترامب، واصفًا التواصل الأمريكي مع كوريا الشمالية بأنه “تطور إيجابي”.
وأكد أن بلاده ستدعم أي مبادرة أمريكية تهدف إلى تحقيق نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ، إلا أنه شدد على أن العلاقات بين اليابان وكوريا الشمالية ما زالت متوترة، نظرًا لعدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.
كما أثار إيشيبا قضية المواطنين اليابانيين الذين اختطفتهم كوريا الشمالية في السبعينيات والثمانينيات، وهو ملف حساس بالنسبة لطوكيو، مؤكدًا أنه لا يمكن تحقيق أي تقارب بين اليابان وكوريا الشمالية دون حل هذه القضية.
سرعة التصريحات اليابانية تؤكد أن حلفاء واشنطن في آسيا يهمهم هذا الملف حيث تتم متابعته بصورة فورية، وفي الوقت ذاته يدفعون لأي جهود تقارب مع كوريا الشمالية من أجل خفض مستويات تهديداتها لهم.
ماذا بعد؟
تأتي تصريحات ترامب في وقت تشارك فيه قوات كورية شمالية في الحرب الدائرة بأوكرانيا إلى جانب روسيا، ما يثير تساؤلات حول مدى جدية بيونغ يانغ في إقامة علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة وحلفائها.
كما أن الترحيب الياباني الحذر يُظهر أن المخاوف ما زالت قائمة بشأن نوايا كوريا الشمالية، خصوصًا فيما يتعلق ببرنامجها النووي وملف الاختطافات.
مع عودته للسلطة، يراهن ترامب على أن أسلوبه الشخصي في التعامل مع كيم جونغ أون قد يفتح نافذة جديدة للتفاهم، إلا أن التحديات على الأرض، بما في ذلك استمرار كوريا الشمالية في تطوير برامجها العسكرية، وغياب أي بوادر واضحة من جانبها للحد من التوترات، تجعل من الصعب التنبؤ بما إذا كانت سياسة ترامب ستؤتي ثمارها هذه المرة.