ماذا حدث؟
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن هجمات جديدة على المنشآت النووية الإيرانية إذا حاولت طهران إعادة تشغيل برنامجها النووي، وذلك خلال محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجع تيرنبري باسكتلندا.
وأشار ترامب إلى أن الضربات الأمريكية السابقة في يونيو 2025 دمرت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكدًا أن أي محاولة إيرانية لاستئناف التخصيب “ستُسحق بسرعة”.
جاءت هذه التصريحات بعد أن وصف ترامب إشارات إيران بأنها “سيئة”.
في المقابل، رد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر منصة إكس، محذرًا من أن أي هجوم جديد سيواجه “ردًا حاسمًا”، مشيرًا إلى أن الخيار العسكري ثبت عدم فعاليته، ومُلمحًا إلى إمكانية حل تفاوضي.
كما كشفت الاستخبارات الإيرانية عن إحباط محاولات اغتيال استهدفت 23 مسؤولًا خلال حرب الـ12 يومًا مع إسرائيل في يونيو 2025، واعتقال 20 عميلًا مرتبطين بالموساد.
لماذا هذا مهم؟
تهديدات ترامب تعكس تصعيدًا في التوترات مع إيران، التي تُصر على استمرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تتجاوز الاستخدامات المدنية (3.67% بموجب اتفاق 2015) ولكنها دون مستوى إنتاج السلاح النووي (90%).
الضربات الأمريكية والإسرائيلية في يونيو 2025، التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية، تسببت في أضرار جسيمة وخسائر بشرية، بما في ذلك مقتل قادة عسكريين بارزين مثل اللواء محمد باقري والجنرال حسين سلامي.
رد إيران بصواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل وقواعد أمريكية في قطر والعراق أظهر قدرتها على الرد رغم الضغوط.
تصريحات عراقجي تشير إلى تمسك إيران بحقها في التخصيب مع فتح الباب للتفاوض، لكن التوترات المستمرة تهدد بتجدد الصراع.
الانقسامات الدولية، بما في ذلك اقتراح روسيا والصين لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، تضيف تعقيدًا للوضع، خاصة مع دعم فرنسا وألمانيا وبريطانيا لموقف أمريكي أكثر صرامة.
ماذا بعد؟
إيران تواجه ضغوطًا دولية متزايدة، حيث حددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي نهاية أغسطس 2025 كمهلة لإبرام اتفاق نووي جديد.
خبراء، مثل جيمس أكتون من مؤسسة كارنيغي، يرون أن إيران قد تمتلك القدرة على إنتاج سلاح نووي بسرعة إذا اتخذت قرارًا سياسيًا، نظرًا لوجود مواد مخصبة في أنفاق لم تُدمر بالكامل.
إذا استمرت إيران في التخصيب، قد تواجه ضربات أمريكية أو إسرائيلية جديدة، خاصة مع تأكيد إسرائيل استعدادها لـ”مفاجأة” إيران.
من جهة أخرى، فتح إيران للحوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يُمهد لتفاوض دبلوماسي، لكن رفضها التفاوض تحت التهديد يعقد المسار.
الوضع قد يتجه نحو تصعيد عسكري إذا فشلت المحادثات، أو نحو تسوية إذا نجحت الدبلوماسية، مع مخاطر اتساع الصراع إقليميًا إذا استهدفت إيران أهدافًا أمريكية أو إسرائيلية بشكل أكبر.