على مدار التاريخ، استطاع العديد من الرؤساء الأمريكيين إحداث تغييرات جذرية في خريطة العالم، سواء عبر توسيع حدود الولايات المتحدة، أو إعادة تشكيل السياسات الدولية، أو تغيير المفاهيم الاجتماعية والاقتصادية داخل البلاد.
من توماس جيفرسون إلى دونالد ترامب، كان لكل رئيس بصمة لا تُنسى في تشكيل العالم كما نعرفه اليوم.
توماس جيفرسون.. مضاعفة مساحة الولايات المتحدة
عندما تولى توماس جيفرسون الرئاسة عام 1801، كانت الولايات المتحدة تتكون من 16 ولاية شرقية فقط.
في عام 1803، قام جيفرسون بصفقة تاريخية عُرفت باسم “شراء لويزيانا”، حيث اشترى من فرنسا مساحة شاسعة من الأراضي تمتد من نهر المسيسيبي إلى جبال روكي، ومن خليج المكسيك إلى الحدود الكندية.
بتكلفة 15 مليون دولار فقط، ضاعف جيفرسون مساحة الولايات المتحدة، مما فتح الباب لعصر التوسع نحو الغرب.
جيمس مونرو.. نهاية الاستعمار الأوروبي في الأمريكتين
أعلن الرئيس جيمس مونرو في عام 1823 ما عُرف لاحقًا بـ”مبدأ مونرو”، الذي نص على أن أي محاولة أوروبية لإعادة استعمار الأمريكتين ستُعتبر تهديدًا لأمن الولايات المتحدة.
هذا المبدأ لم يضع حدًا للاستعمار الأوروبي في المنطقة فحسب، بل أسس أيضًا الولايات المتحدة كقوة عظمى في نصف الكرة الغربي.
أندرو جاكسون.. ترحيل السكان الأصليين
في واحدة من أكثر الفصول إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي، قام الرئيس أندرو جاكسون بتوقيع قانون “ترحيل الهنود” عام 1830، الذي أجاز ترحيل عشرات الآلاف من السكان الأصليين من أراضيهم شرق نهر المسيسيبي إلى مناطق محددة في الغرب.
هذه الخطوة أدت إلى مأساة “درب الدموع”، حيث مات الآلاف من السكان الأصليين أثناء عملية الترحيل القسري.
أبراهام لينكولن.. إلغاء العبودية
في عام 1863، أصدر أبراهام لينكولن “إعلان التحرير”، الذي أعلن تحرير العبيد في الولايات الكونفدرالية.
بعد انتهاء الحرب الأهلية، تم إقرار التعديل الثالث عشر للدستور، الذي ألغى العبودية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما غير مجرى التاريخ الأمريكي إلى الأبد.
ثيودور روزفلت.. الحفاظ على البيئة وتنظيم الصناعة
خلال فترة رئاسته، قام ثيودور روزفلت بإصلاحات كبيرة في مجال حماية البيئة، حيث أنشأ خدمات الغابات الوطنية وحمى العديد من المناطق الطبيعية.
كما قام بتنظيم الصناعة عبر قوانين مثل “قانون تفتيش اللحوم” و”قانون الغذاء والدواء النقي”، مما أدى إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين الأمريكيين.
فرانكلين روزفلت.. الصفقة الجديدة وإعادة إعمار الاقتصاد
في أعقاب الكساد الكبير، أطلق فرانكلين روزفلت سلسلة من البرامج الاقتصادية والاجتماعية عُرفت باسم “الصفقة الجديدة”.
هذه البرامج شملت إنشاء مشاريع عامة كبرى مثل سلطة وادي تينيسي، والتي وفرت فرص عمل لملايين الأمريكيين وساعدت في إعادة بناء الاقتصاد.
هاري ترومان.. القنبلة الذرية وإعادة إعمار أوروبا
في عام 1945، أمر هاري ترومان بإسقاط القنابل الذرية على هيروشيما وناجازاكي، مما أدى إلى إنهاء الحرب العالمية الثانية.
بعد الحرب، أطلق ترومان “مشروع مارشال”، الذي قدم مساعدات اقتصادية بقيمة 13.3 مليار دولار لإعادة إعمار أوروبا، مما ساعد في إنعاش الاقتصاد العالمي.
ليندون جونسون.. شبكة الأمان الاجتماعي
أطلق ليندون جونسون برنامج “المجتمع العظيم”، الذي شمل إصلاحات اجتماعية واقتصادية كبرى مثل قانون الحقوق المدنية وقانون التصويت، بالإضافة إلى إنشاء برامج الرعاية الصحية “ميديكير” و”ميديكيد”.
رونالد ريغان.. تحويل الثروة إلى القمة
في الثمانينيات، قام رونالد ريغان بتخفيضات ضريبية كبيرة للأثرياء والشركات، معتقدًا أن ذلك سيحفز النمو الاقتصادي.
هذه السياسة، المعروفة باسم “اقتصاد الرفرفة”، أدت إلى زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
جورج دبليو بوش.. تعزيز الأمن القومي
بعد هجمات 11 سبتمبر، أنشأ جورج دبليو بوش وزارة الأمن الداخلي ووقع على قانون “باتريوت آكت”، الذي وسع صلاحيات الحكومة في مكافحة الإرهاب.
دونالد ترامب.. سياسات الهجرة الصارمة
في عام 2025، وقع دونالد ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية التي هدفت إلى تشديد سياسات الهجرة، بما في ذلك إعلان حالة الطوارئ على الحدود المكسيكية وتعليق برنامج اللاجئين، مما كان له أثر بالغ على تدفق اللاجئين للولايات المتحدة.
كما انسحب ترامب من اتفاقية المناخ ومنظمة الصحة العالمية وكذلك وقع عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية وأوقف المساعدات وتوريد الأمصال لأكثر دول العالم، بجانب فرض روسم جمركية وصلت لـ25% على السلع الرئيسية الواردة من الدول الكبرى.