ماذا حدث؟
في خطوة أثارت موجة من الجدل والاهتمام على منصات التواصل الاجتماعي، أقدم مجهولون، مساء الخميس، على إحراق لافتات تحمل شعار “عهد جديد للبنان” كانت قد رفعت حديثًا على طول طريق مطار بيروت الدولي. هذه اللافتات، التي وضعت لتحل محل صور الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله وقادة آخرين من الحزب وإيران وغزة، لم تمضِ سوى ساعات قليلة على نصبها، ليتم تدميرها في حادثة جعلت الأنظار تتوجه نحو تلك المنطقة الحيوية.
لماذا هذا مهم؟
تم تعليق هذه اللافتات كجزء من حملة تهدف إلى تقديم صورة وطنية موحدة لمدخل العاصمة اللبنانية، حيث تم استبدال صور الرموز الحزبية التي كانت تهيمن على الطريق، بتلك التي تعكس الهوية الوطنية اللبنانية، مثل العلم اللبناني. وهذه الخطوة جاءت في توقيت حساس، حيث يسعى لبنان إلى تقديم نفسه كمقصد سياحي مع اقتراب موسم الصيف، وافتتاح أبوابه أمام الزوار والمسافرين عبر مطار بيروت الدولي.
ماذا بعد؟
ومع انتشار الصور التي توثق الحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح المقطع المحترق للفتات حديث اللبنانيين في الداخل والخارج. لكن السؤال الذي ما زال يطرح نفسه هو، من يقف وراء هذا العمل التخريبي؟ وعلى الرغم من الانتقادات المتزايدة على الحملة، إلا أن السلطات اللبنانية لم تصدر أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن الحادثة، مما يزيد من تعقيد الأمور ويثير تساؤلات حول الرسالة التي كانت وراء هذا التصرف.ويُذكر أن هذه الحملة التي بدأت برفع صور “عهد جديد للبنان” كانت قد لاقت ترحيبًا واسعًا في البداية، خصوصًا من قبل اللبنانيين الذين اعتبروا أن الطريق إلى المطار، بوابة البلاد الأولى، يجب أن يعكس صورة موحدة تعزز من شعور الانتماء الوطني بعيدًا عن الانقسامات الحزبية. واعتُبرت خطوة إزالة الصور الحزبية استجابة لدعوات متعددة من اللبنانيين للتخلص من الرموز الطائفية والمذهبية في الأماكن العامة.غير أن هذا الحادث، الذي جرى تزامنًا مع الجهود الوطنية لتجديد الصورة العامة، قد ألقى بظلال من الشك حول مستقبل هذه الحملة. هل هو بداية لصراع أوسع بين القوى السياسية حول الهوية الوطنية؟ أم أنه مجرد رد فعل عابر على حملة لم تلقَ قبول الجميع؟.