تحوّل سياسي في الأفق.. ما وراء إعلان “جبهة الإنقاذ السورية”؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطوة اعتُبرت مفصلية على طريق إعادة تشكيل المشهد السياسي السوري، أعلنت أكثر من 200 شخصية بارزة عن تأسيس “جبهة الإنقاذ السورية”، كمبادرة تهدف إلى توحيد صفوف المعارضة، واستعادة الشرعية الشعبية، وفتح الطريق أمام بناء دولة ديمقراطية حديثة.

لماذا هذا مهم؟

شدد البيان التأسيسي على أن المبادرة تأتي في لحظة حرجة تتطلب تجاوز الانقسامات والانخراط في مشروع وطني يستند إلى مبادئ “الانتفاضة السورية الأولى”، وعلى رأسها تفعيل دور الشعب في تقرير مصيره.

وأكدت الجبهة أن الوقت حان لاستعادة المبادرة من الداخل، بعيدًا عن الصفقات الخارجية التي زادت الانقسام ومعاناة السوريين.

خطوات عاجلة.. وقف النار، ورفض الترحيل القسري

دعت “جبهة الإنقاذ السورية” إلى سلسلة من الخطوات الفورية لحماية المدنيين والحفاظ على وحدة سوريا، من أبرزها:

-وقف كامل ونهائي لإطلاق النار في محافظة السويداء، مع إدخال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى الأهالي في المدينة والقرى والعشائر، إلى جانب تعويض المتضررين من الخسائر البشرية والمادية.

-ضمانات ملزمة بعدم تكرار أي خروقات أو اعتداءات بين الأطراف، تحت إشراف ورعاية مدنية وحقوقية سورية وعربية ودولية.

-وقف عمليات التهجير القسري فوراً، ورفض أي تغيير ديموغرافي يتم بالقوة، مع التأكيد على حق كل سوري بالعودة إلى منزله في أي وقت، دون قيد أو شرط.

-حصر السلاح بيد الدولة الجديدة، والإقرار بعدم شرعية أي سلاح خارج إطار الدولة، مع التزام الفصائل بتسليم أسلحتها وفق ترتيبات وآليات وطنية يقرّها مؤتمر وطني عام يُعقد في أقرب وقت.

-تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة تضم ممثلين عن منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني والمراقبين القانونيين، للتحقيق في الأحداث والانتهاكات، وضمان العدالة والمساءلة بشفافية.

مشروع ديمقراطي لا يحتمل التأجيل

أكد البيان أن التأسيس يهدف لاغتنام لحظة تاريخية للعبور نحو دولة تحترم الحقوق وتكرّس العدالة، مشددًا على أن الديمقراطية تبدأ بتوحيد جهود النخب السياسية والثقافية والمدنية.

ودعت الجبهة الشعب السوري إلى دعم المبادرة باعتبارها فرصة لطيّ صفحة الانقسام وبناء مستقبل يعيد لسوريا وحدتها واستقرارها.

من هم الموقعون؟

تضم قائمة الموقعين على البيان أكثر من 200 شخصية تمثل طيفًا واسعًا من النخب السورية، بينهم مثقفون، سياسيون، فنانين، أطباء، ناشطون حقوقيون، وأكاديميون من مختلف الاتجاهات، ما يعكس تنوعًا حقيقيًا في الرؤية والانتماءات.

وتشمل القائمة منظمات حقوقية وسياسية منها المنظمة الآثورية الديمقراطية والشبكة الآشورية لحقوق الإنسان، إلى جانب أكاديميين ومفكرين يعيشون في الداخل والخارج، مما يمنح المبادرة طابعًا وطنيًا جامعًا.

ومن بين أبرز الأسماء الفنان جمال سليمان، السياسي جورج صبرة، الكاتب عبد الرحمن مطر، الدبلوماسي السابق بسام بربندي، الأكاديمي يحيى العريضي، الصحفي إياد شربجي، الحقوقي ميشيل شمّاس، الفنان عبد الحكيم قطيفان.

ماذا بعد؟

“جبهة الإنقاذ السورية” ليست مجرد إعلان، بل محاولة جدية لإعادة رسم معالم سوريا الجديدة، دولة مدنية وديمقراطية، يقودها أبناؤها من أجل مستقبل لا تُحتكر فيه السلطة، ولا يُقصى فيه أحد.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *