ماذا حدث؟
في خطوة مفاجئة أعادت ملف فلسطين إلى صدارة المشهد الدولي، أعلنت كندا نيتها الاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية خلال جلسات الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
القرار أثار موجة من الانتقادات الحادة من جانب إسرائيل والولايات المتحدة، وسط تحذيرات من تداعياته على مسار التهدئة في قطاع غزة.
ردود فعل غاضبة
عقِب الإعلان، شنّت إسرائيل هجومًا لاذعًا ضد الحكومة الكندية، ووصفت القرار بأنه “حملة ضغط مشوهة” من شأنها – وفق تعبيرها – “تعزيز موقف حماس على طاولة المفاوضات في لحظة حرجة”.
وفي بيان صادر عن سفارتها في أوتاوا، اعتبرت تل أبيب أن الاعتراف بدولة فلسطين “في ظل غياب مؤسسات فاعلة أو قيادة مسؤولة، يمثل مكافأة مباشرة على ما سمّته همجية السابع من أكتوبر”.
موقف الخارجية الإسرائيلية
وزارة الخارجية الإسرائيلية دخلت على خط الأزمة، مؤكدة أن تغيير كندا لموقفها التقليدي في هذا التوقيت “يضر بالجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”، كما يعرقل – بحسب البيان – أي إطار عملي لتحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس.
واشنطن في صف تل أبيب
البيت الأبيض لم يتأخر في إبداء اعتراضه، إذ نقل مسؤول أميركي – فضّل عدم الكشف عن اسمه – أن الرئيس دونالد ترامب يعتبر الاعتراف بدولة فلسطينية “مكافأة لحماس”، ويؤكد رفضه لأي خطوة من هذا النوع في المرحلة الحالية.
وقال المسؤول الأميركي: “الرئيس يركّز على توفير الطعام لسكان غزة، ولا يرى مبررًا للاعتراف بدولة فلسطينية في هذا التوقيت”.
الرد الكندي: الاعتراف مشروط
من جهته، دافع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عن القرار المرتقب، مؤكدًا أن بلاده تهدف إلى إبقاء حل الدولتين على قيد الحياة، في ظل ما وصفه بـ”تلاشي فرص الدولة الفلسطينية أمام أعيننا”.
وأوضح كارني أن الاعتراف مشروط بالتزام السلطة الفلسطينية بإصلاحات جوهرية، تشمل إصلاح منظومة الحوكمة، وإجراء انتخابات عامة في 2026 تُستثنى منها حركة حماس.
لماذا هذا مهم؟
هذا الموقف يُعد تحوّلًا جذريًا في سياسة كندا، التي لطالما ربطت الاعتراف بالدولة الفلسطينية بنتائج محادثات السلام مع إسرائيل.
غير أن كارني أشار إلى أن ما يحدث في غزة من تفشٍ للجوع، إلى جانب تصعيد الاستيطان في الضفة والقدس الشرقية، إضافة إلى تصويت الكنيست لصالح ضم الضفة، جميعها عوامل عجّلت بالقرار.
ماذا بعد؟
وفي لهجة غاضبة، صرّح كارني أن بلاده “تندد بقيام الحكومة الإسرائيلية بتهيئة الظروف لحدوث كارثة إنسانية في غزة”، مضيفًا أن تهديد حماس الواسع لأمن إسرائيل لا يبرر استمرار تجاهل الحق الفلسطيني.