تجربة فريدة.. كيف قضت بونتلاند الصومالية على تنظيم داعش؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في 24 فبراير 2025، وقفت قوات “دفاع بونتلاند” في صورة رمزية بجانب لافتة كُتب عليها بالعربية أن بلدة “شيباب” الجبلية أصبحت “ولاية” لتنظيم داعش.

هذه البلدة الواقعة في الإقليم الشمالي الشرقي شبه المستقل من الصومال، كانت واحدة من عدة مناطق استعادتها القوات المحلية خلال عملية “هِلَاع” التي انطلقت في نوفمبر 2024، واستهدفت طرد مقاتلي تنظيم داعش في الصومال، الفرع المحلي للشبكة الإرهابية.

نجاح بونتلاند في هذه العملية أثار الانتباه، لا سيما في ظل إخفاق الحكومة الفيدرالية المركزية في التعامل بفعالية مع تنظيم “حركة الشباب” المرتبط بالقاعدة، والذي يخوض حربًا شرسة منذ عقدين ضد الدولة.

بالمقابل، استطاعت بونتلاند، رغم ضعف الإمكانيات، توحيد قواتها تحت راية واحدة، بمساعدة محدودة لكنها استراتيجية من الولايات المتحدة والإمارات، لتُشكل نموذجًا ناجحًا في مواجهة الإرهاب.

لماذا هذا مهم؟

تكتسب تجربة بونتلاند أهمية بالغة في السياقين المحلي والدولي، فمن ناحية، لم تكتفِ باستعادة أراضٍ من قبضة داعش، بل نجحت في تفكيك بنية تنظيم يُعد أحد أهم الفروع الخارجية للتنظيم الأم، إذ تحولت الجبال الشمالية في بونتلاند منذ 2016 إلى ملاذ آمن لداعش، ومنها بُنيت شبكات تمويل وتجنيد عابرة للقارات، عبر مكتب “الكرار” للتنسيق الإقليمي.

وفي إحدى الغارات الأميركية عام 2023، قُتل القيادي البارز بلال السوداني، الذي لعب دورًا محوريًا في تمويل عمليات التنظيم من جنوب إفريقيا إلى أفغانستان.

أكثر من ذلك، يُعتقد أن زعيم داعش في الصومال، عبد القادر مؤمن- وهو داعية متطرف يحمل جنسية بريطانية وسويدية- تولى فعليًا قيادة التنظيم عالميًا في 2024، وفق تقارير أميركية.

لذلك، فإن ما حققته بونتلاند لا يُعد نصرًا محليًا فقط، بل ضربة قاصمة لشبكة إرهابية دولية استغلت هشاشة الدولة المركزية الصومالية لبناء نفوذ عالمي.

كما قُتل خلال العملية أكثر من 150 عنصرًا من داعش، غالبيتهم من جنسيات أجنبية مثل المغرب وإثيوبيا والسعودية واليمن، وهو ما يعكس الطابع العابر للحدود الذي اتخذه التنظيم.

ماذا بعد؟

التجربة البونتلاندية تُثبت أن القوى المحلية، حين تتسلح بالإرادة السياسية والتنظيم المتماسك، قادرة على دحر الجماعات المسلحة حتى بموارد محدودة.

ومع أن الدعم الأميركي والإماراتي لعب دورًا في الحملة، فإن جوهر النجاح كان محليًا؛ إذ نجحت حكومة الرئيس سعيد عبد الله ديني في توحيد ميليشيات عشائرية، وقوات الدراويش، وشرطة بونتلاند البحرية، ضمن هيكل متكامل وفعّال.

لكن التحديات لم تنتهِ، فنجاح بونتلاند يُواجه خطر الاعتماد المفرط على القوى الخارجية، خاصة وأن وحدات نخبوية ممولة خارجيًا سبق أن انهارت عند سحب الدعم، كما حدث مع “قوة أمن بونتلاند” بعد انسحاب أميركي مؤقت في 2021.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *