بين العقوبات والقنابل.. “رسالة” إيرانية تضع ترامب أمام اختبار مصيري

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في تطور غير متوقع قد يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الخميس، أن إيران بعثت بإشارة مباشرة إلى واشنطن تطلب فيها رفع العقوبات المفروضة عليها، ملمحًا إلى أنه لا يمانع مناقشة الأمر.

وخلال حفل عشاء جمعه بقادة دول من آسيا الوسطى، قال ترامب: “بصراحة، إيران كانت تسأل عن إمكانية رفع العقوبات عنها. هناك عقوبات أميركية شديدة مفروضة على إيران، وهذا ما يُصعّب الأمر عليها… أنا منفتح على سماع ذلك، وسنرى ما الذي سيحدث، لكنني سأكون منفتحًا على الأمر”.

خلفية الأزمة

تعيش طهران منذ سنوات تحت وطأة عقوبات اقتصادية ودولية خانقة، فُرضت عليها عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، بعد اتهامها بالسعي لتطوير أسلحة نووية. ومع اشتداد الضغوط، ازدادت الأزمة الاقتصادية في الداخل الإيراني حدة، لتصبح العقوبات الورقة الأقوى بيد واشنطن.

تصعيد عسكري غير مسبوق

وفي منتصف يونيو الماضي، شهدت المنطقة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حين شنت إسرائيل حملة قصف هي الأعنف على الأراضي الإيرانية، بمشاركة محدودة من القوات الأميركية في استهداف منشآت نووية حساسة.

وردّت طهران بسلسلة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى شلل شبه كامل في المحادثات النووية بين الجانبين التي كانت قد انطلقت في أبريل.

ترامب: إيران لم تعد “بلطجي الشرق الأوسط”

الرئيس الجمهوري الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير، أكد أن الضربات العسكرية الأخيرة “قضت على البرنامج النووي الإيراني”، لكنه أقرّ بأن حجم الأضرار الفعلي لا يزال غير واضح. وقال ترامب إن إيران كانت في السابق “بلطجي الشرق الأوسط”، لكنها اليوم فقدت تلك القدرة ولم تعد تمتلك إمكانية امتلاك السلاح النووي.

عودة العقوبات الأممية

وفي سبتمبر، دخلت الأمم المتحدة على خط الأزمة مجددًا، بعد أن أعادت فرض العقوبات على طهران عبر آلية “الزناد”، التي فعّلتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وتشمل العقوبات الجديدة حظر التعاملات المتعلقة بأنشطة إيران النووية وبرامجها الصاروخية الباليستية.

وساطة عُمانية جديدة؟

في خضم هذه التطورات، دعت سلطنة عُمان، التي استضافت في السابق جولات عدة من الحوار بين طهران وواشنطن، كلا الطرفين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، على أمل التوصل إلى اتفاق جديد يحد من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.

ماذا بعد؟

وبين رسائل طهران الغامضة وتصريحات ترامب المنفتحة، يبدو أن المشهد يتجه نحو مرحلة جديدة من الاختبار بين الخصمين، فهل تكون هذه الرسالة بداية عودة الدبلوماسية أم مجرد جولة جديدة من المناورات السياسية؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *