بين التهديد والفرصة.. أوروبا تمد يدها وإيران ترد بعنف

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خضم التوتر المتصاعد حول الملف النووي الإيراني، طرحت أوروبا عرضًا بدا للبعض كـ”نافذة أمل”، بينما استقبلته طهران بوصفه ابتزازًا جديدًا.

فرنسا وبريطانيا وألمانيا أعلنت، الجمعة، استعدادها لتأجيل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، شرط أن تقدم الأخيرة خطوات ملموسة خلال الشهر المقبل لمعالجة المخاوف بشأن برنامجها النووي.

لماذا هذا مهم؟

السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، تحدثت إلى جانب نظيريها الفرنسي والألماني قبل اجتماع مغلق لمجلس الأمن، مؤكدة أن الترويكا الأوروبية كانت قد عرضت في يوليو تمديد “آلية الزناد” إذا استجابت طهران لمطالب محددة، أبرزها الالتزام بتعهداتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتعامل مع قضية مخزونات اليورانيوم المخصب.

وأضافت وودوارد أن إيران لم تُظهر حتى الآن أي نية للتجاوب، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن تفعيل العقوبات “لا يعني نهاية الدبلوماسية”، مؤكدة أن عرض التمديد ما زال قائمًا.

ماذا بعد؟

بدورها، رأت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن المهلة المتبقية قبل دخول العقوبات حيّز التنفيذ تمثل “فرصة للدبلوماسية”، مؤكدة من كوبنهاغن أن أمام المجتمع الدولي 30 يومًا فقط للتوصل إلى تسوية.

غضب إيراني

الرد الإيراني جاء حادًا، إذ رفضت طهران العرض الأوروبي واعتبرته غير صادق، واصفة شروط التمديد بـ”غير الواقعية” و”الابتزاز”.

وحذّر وزير الخارجية عباس عراقجي من “تأثيرات سلبية كبيرة” قد تطال علاقة إيران بمفتشي الأمم المتحدة العائدين إلى محطة بوشهر.

وساطة روسية صينية

وسط هذا التوتر، دخلت موسكو وبكين على الخط باقتراح تمديد القرار الأممي المتعلق بالاتفاق النووي لعام 2015 لمدة ستة أشهر إضافية.

وأعلنت روسيا أن الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقي نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، الاثنين المقبل، على هامش قمة في الصين، فيما دعت وزارة الخارجية الروسية الأوروبيين إلى التراجع عن خطوة العقوبات محذرة من “عواقب لا يمكن إصلاحها”.

جذور الأزمة

تأتي هذه التطورات بعد تفعيل الترويكا الأوروبية آلية “الزناد” لإعادة فرض العقوبات على طهران بموجب اتفاق 2015، الذي نص على رفع العقوبات مقابل قيود نووية صارمة قبل أن ينسحب منه دونالد ترامب ويعيد فرض عقوبات مشددة.

ورغم ذلك، تبنى ترامب مسارًا دبلوماسيًا في بدايتها، لكن إسرائيل شنّت في يونيو الماضي حملة قصف واسعة على إيران شاركت فيها واشنطن باستهداف ثلاث منشآت نووية. ومؤخرًا أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو انفتاح بلاده على مفاوضات مباشرة مع طهران.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *