بين أحلام نتنياهو وتصدي الشرع.. هل تقام دولة للدروز في سوريا؟

#image_title

ماذا حدث؟

تصاعدت التوترات في جنوب سوريا بعد أن أعلنت إسرائيل، أنها “لن تتسامح” مع وجود أي قوات تابعة للحكومة السورية في المنطقة، وطالبت بنزع السلاح من محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء.

كما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا، مؤكدًا أن إسرائيل ملتزمة بحمايتهم.

هذه التصريحات جاءت في أعقاب انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، حيث نقلت إسرائيل قواتها إلى المنطقة العازلة الخاضعة لمراقبة الأمم المتحدة داخل سوريا.

نتنياهو أكد أن هذه الخطوة دفاعية، وهدفت إلى كبح التهديدات المحتملة لإسرائيل من الجانب السوري.

لماذا هذا مهم؟

الطائفة الدرزية، التي تعيش في سوريا وإسرائيل ولبنان، تشكل أقلية دينية مهمة في المنطقة.

أثارت تصريحات نتنياهو حول حماية الدروز جدلًا واسعًا، حيث رأى البعض فيها محاولة لإسرائيل لفرض نفوذها في جنوب سوريا تحت ذريعة حماية الأقلية الدرزية.

من جهة أخرى، عقد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع اجتماعًا مع ممثلي الطائفة الدرزية، في محاولة لطمأنتهم وتأكيد انتمائهم للهوية السورية.

هذا الاجتماع جاء ردًا على تصريحات نتنياهو، مما يعكس حساسية الموقف في المنطقة.

ماذا بعد؟

في ظل هذه التطورات، يبدو أن جنوب سوريا أصبح ساحة صراع جديدة بين إسرائيل والحكومة السورية.

إسرائيل، التي تسيطر على مرتفعات الجولان المحتلة منذ عام 1967، تسعى إلى تعزيز وجودها في المنطقة العازلة، بينما تحاول الحكومة السورية استعادة السيطرة على أراضيها.

من المتوقع أن تشهد المنطقة مزيدًا من التوترات، خاصة مع استمرار إسرائيل في بناء قواعد عسكرية جديدة على الحدود السورية.

كما أن الدعوات للتظاهر في مدن مثل السويداء ودرعا والقنيطرة تعكس رفضًا شعبيًا لأي محاولات لتقسيم سوريا أو فرض واقع جديد في المنطقة.

ماذا نعرف عن الدروز؟

الدروز، أو “الموحدون” كما يطلقون على أنفسهم، هم أقلية دينية تعيش بشكل رئيسي في سوريا ولبنان وإسرائيل، ويعود تاريخهم في سوريا إلى حوالي ألف عام، وكان لهم دور بارز في مقاومة الاحتلالات المختلفة، من الصليبيين إلى الفرنسيين.

في سوريا، يتركز الدروز في مدن السويداء وصلخد وشهبا، ويبلغ عددهم حوالي 700 ألف نسمة، وفي لبنان، يشكلون الأغلبية في مناطق مثل عاليه وحاصبيا، بينما في إسرائيل، يقدر عددهم بحوالي 104 آلاف، معظمهم في هضبة الجولان المحتلة.

الدروز لديهم ثقافة عربية غنية، ويتمتعون بحكم ذاتي في بعض المناطق، حيث يديرون شؤونهم الدينية والاجتماعية عبر مؤسسات مثل “مشيخة العقل”، ورغم أنهم أقلية، إلا أن لهم تأثيرًا سياسيًا واجتماعيًا كبيرًا في المنطقة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *