ماذا حدث؟
في مشهد نادر بغزة، تظاهر مئات الفلسطينيين مطالبين برحيل حماس، مرددين هتافات غير مسبوقة. وجاءت هذه الاحتجاجات في أعقاب الحرب التي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن دمار واسع وسقوط أكثر من 50 ألف قتيل.
احتجاجات نادرة ضد حماس
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق المظاهرات التي شهدتها مناطق مثل بيت لاهيا والشجاعية، حيث سار المحتجون وسط المباني المدمرة، مطالبين بإنهاء الحرب ورحيل حماس. وأكد شهود عيان أن هذه المسيرات كانت “عفوية”، تعبيرًا عن معاناة السكان الذين لم يعد لديهم مأوى بسبب الدمار الشامل.وفي المقابل، علّقت حركة حماس على هذه التظاهرات ببيان رسمي، حيث قال القيادي بالحركة باسم نعيم: “من حق الجميع أن يرفع صوته ضد العدوان الإسرائيلي، لكن من غير المقبول استغلال هذه الأوضاع لتحقيق أجندات سياسية مشبوهة”.
نتنياهو: الاحتجاجات دليل على نجاحنا
ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر هذه الاحتجاجات دليلًا على نجاح سياسات حكومته في الضغط على حماس. وقال خلال كلمة في البرلمان: “لقد شهدنا حدثًا غير مسبوق، حيث خرج سكان غزة ضد حكم حماس. هذا يؤكد أن استراتيجيتنا ناجحة، وسنواصل تحقيق أهداف الحرب”.ومنذ استئناف إسرائيل هجماتها على غزة في 18 مارس، تصاعدت الخسائر البشرية بشكل حاد، إذ قُتل قرابة 700 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وتهدف إسرائيل إلى “تفكيك حماس نهائيًا”، وهو ما جعل قادة الحركة المسلحة يختفون عن الأنظار خوفًا من الاستهداف.
لماذا هذا مهم؟
تسببت الحرب في تدمير معظم البنية التحتية للقطاع، مما دفع مئات الآلاف من السكان للنزوح عدة مرات. ومع توقف إطلاق النار في يناير الماضي، عاد الكثيرون إلى الشمال ليجدوا منازلهم قد تحولت إلى أنقاض. ومع استئناف القتال، أصدرت إسرائيل أوامر جديدة بالإخلاء، مما دفع السكان إلى التساؤل: “إلى أين نذهب؟”.وتزامنت هذه التطورات مع استمرار الخلاف بين الفصائل الفلسطينية حول مستقبل الحكم في غزة. حركة فتح، المنافسة لحماس، دعت الأخيرة إلى “الاستجابة لنداء الشعب الفلسطيني”، بينما تستمر المفاوضات حول إدارة ما بعد الحرب دون إحراز تقدم يُذكر.
ماذا بعد؟
في ظل استمرار القتال وتصاعد الغضب الشعبي، يبقى السؤال، هل نشهد نهاية حقبة حماس في غزة، أم أن الحركة ستتمكن من استعادة قبضتها على القطاع؟.