ماذا حدث؟
في خطوة تصعيدية لافتة، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية حزمة عقوبات ضخمة طالت أكثر من 115 اسما بين أفراد وكيانات وسفن مرتبطة بإيران، في ما وصفته واشنطن بأنه أكبر إجراء عقابي ضد طهران منذ عام 2018.
لماذا هذا مهم؟
التحرك الأمريكي، الذي يأتي بعد أسابيع من قصف المواقع النووية الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي، يشير إلى تصاعد حملة “الضغط الأقصى” التي تتبناها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد النظام الإيراني، ويكشف عن نية واشنطن محاصرة مصادر تمويله من الداخل والخارج.
واللافت في هذه الجولة من العقوبات هو تركيزها على مصالح الشحن التابعة لمحمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، وهو ما يعكس توجيهًا مباشرًا للرسائل نحو أعلى هرم السلطة في إيران.
شمخاني الابن، الذي تقول “رويترز” إنه يملك شبكة معقدة من السفن والناقلات عبر وسطاء دوليين، متهم من قبل وزارة الخزانة الأمريكية بإدارة عمليات بيع غير مشروعة للنفط وسلع أخرى، تدرّ أرباحًا تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، يُعاد توجيهها جزئيا لخدمة النظام الإيراني وتمويل أنشطته الإقليمية.
العقوبات بالأرقام.. شركات وسفن وأشخاص تحت المقصلة
وتكشف الوثائق الرسمية أن شبكة الشحن هذه تشمل 15 شركة و52 سفينة و12 فردا و53 كيانا، تم إدراجهم جميعا ضمن قائمة العقوبات الجديدة، في محاولة لشلّ الحركة اللوجستية والمالية الإيرانية عبر البحار.
وجاء في تصريح مسؤول أمريكي رفيع أن هذه العقوبات “لن تؤثر على استقرار أسواق النفط العالمية”، مؤكدا أنها “مصممة بعناية لاستهداف أطراف محددة”، وأن “ارتباط شمخاني بالمرشد الإيراني، وسجل والده الطويل في خرق العقوبات، يبرران هذا التحرك الحاد والموجه”.
من الأب إلى الابن.. والعقوبات تطال الجميع
وكان علي شمخاني نفسه قد خضع للعقوبات الأمريكية في عام 2020، لكن الجديد هذه المرة هو وضع نجله في قلب العاصفة، خاصة بعد تقارير إعلامية تحدثت عن إصابته في القصف الإسرائيلي الذي طال طهران خلال حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل.
ورغم ظهور علي شمخاني لاحقًا نافيا شائعات مقتله، إلا أن الهزة الأمنية والسياسية التي أحدثتها الحرب، ثم هذه العقوبات، تعكس حجم الضغط الأمريكي المتصاعد على دوائر الحكم الحساسة في طهران.
ماذا بعد؟
ووصفت وزارة الخزانة الأمريكية هذه الإجراءات بأنها تمثل “رسالة واضحة مفادها أن أي استغلال للموارد الإيرانية بهدف زعزعة الاستقرار الإقليمي أو الالتفاف على العقوبات سيُواجَه برد حاسم”.